يحمل ذلك على المجاز دون الحقيقة، أي: أذلاء مهانين يطأوهم الناس بأرجلهم.
وإنما منعنا عن القول بظاهره ما أخبرنا به الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء حتى إنهم يحشرون غرلاً يعاد منهم ما انفصل عنهم من القلفة، وإلى هذا المعنى أشار بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يغشاهم الذل من كل مكان).
وفيه: (تعلون نار الأنيار) المشهور في الأنيار أنها جمع النير وهو العلم، وهو أيضاً الخشبة المعترضة في عنق الثورين، ويجمع على نيران وأنيار، وجمع النار: نور وأنور ونيران، فلعل بعض الرواة رواه كذلك قياساً على النيران والأنيار.
ومعنى نار الأنوار: أن النار تحترق منها احتراق الأشياء من النار.
[3847] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عطية بن عروة السعدي- رضي الله عنه-: (إذا غضب أحدكم فليتوضأ).
أراد أن ذلك يسكن غضبه، وقد ذكر السبب فيه، وقد روى في هذا الحديث الاغتسال مكان الوضوء [164/أ] فيحمل أمر الاغتسال على الحال التي يكون الغضب فيها أقوى وأغلب [أم] يحمل على أنه أتم الأمرين.
[3849] ومنه حديث أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (بئس العبد تخيل واختال). أي: تخيل له أنه خير من غيره.
واختال أي: تكبر. (يختل الدنيا بالدين) أي يراودها ويطلبها.