(ومن الحسان)

[3610] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث كعب بن مالك- رضي الله عنه-: (لكأنما ترمونهم به نضح النبل). تضحته بالنبل أي: رميته به. يقال: انضح عنا الخيل أي: ارمهم، استعير من نضح الماء ورشه.

يقال: نضحهم بالنبل ورشهم به.

والمعنى أن الهجاء يقع منهم موقع النبل.

[3611] ومنه حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الحياء والعي شعبتان من الإيمان). أرى معنى ذلك -والله أعلم- أن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء فيترك المقابح حياء من الله، ويمنعه عن الاجتراء على الكلام شفقاً من عثرة اللسان وتبعة القول فهما شُعبتان من شعب الإيمان.

[3612] ومنه حديث أبي ثعلبة الخُشني -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أنه قال: (إن من أحبكم إلى ...) الحديث.

في بعض طرق هذا الحديث: (أحاسنكم أخلاقاً) وهو جمع أحسن، يذهب إلى معنى: وأحسن من يوجد، أو وجد خُلقاً، وفي حديث: (خيركم محاسنكم قضاءٌ) جمع محسن بفتح الميم والسين. ويحتمل أن يكون سماهم بالصفة، أي: ذوو المحاسن قضاءٌ، وكذلك القول في مساويكم أو أساويكم.

والثرثار: الذي يكثر الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق، والمتشدق: الذي يتكلف في الكلام فيلوي به شدقيه. وقيل: هو المستهزئ بالناس الذي يلوي شدقه بهم وعليهم.

والمتفيهق: هو المتوسع المتنطع في الكلام، وأصله الفهق وهو الامتلاء. وكل ذلك راجع إلى معنى التزيد والتكلف في الكلام ليميل بقلوب الناس وأسماعهم إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015