وفيه (صدق الله وكذب بطن أخيك) أي: اخطأ الدواء فلم يصب حظه منه. وقد بيناه في باب الوتر في حديث عبادة: كذب أبو محمد. وإنما أمره بشرب العسل عن الاستطلاق لعلمه بأن الاستطلاق كان من فضله بلغمية فاحتاج معها إلى شرب العسل كرة بعد أخرى حتى يسهل ما بقي من ذلك.
[3379] ومنه حديث أنس -رضي الله عنه- (لاتعذبوا صبيانكم بالغمز من العُذرة) العُذرة: وجع يهيج في الحلق من الدم، وكانوا يعالجون منها بغمز الحلق.
[3380] ومنه حديث أم قيس بنت مستحصن -رضي الله عنها- (على ما تدغرن أولادكن). الحديث.
كانت المرأة إذا أصاب ولدها العُذره عمدت إلى خرقة قتلتها قتلاً شديداً وأدخلتها في أنفه وطعنت به موضع العذرة وهو الخرم الذي بين آخر الأنف وأصل اللهاة، فينفجر منه دم أسود، وربما أقرح الطعن ذلك الموضع، وذلك الطعن كانزا يسمونه الدَّغَر.
وفيه: (بهذا العلاق) كذلك رواه البخاري ومسلم وفي كتاب مسلم أيضاً (بهذا الإعلاق) وهو أولى الروايتين وأصوبها [140/ب] والإعلاق: هو الدَّغَر. يقال: أعلقت المرأة ولدها من العذرة أي: دفعتها بيدها. ومن الدليل على صحة هذه الرواية قول أم قيس في بعض طرق هذا الحديث (وقد أعلقت عليه) وفسره يونس بن يزيد وهو الراوي عن ابن شهاب أعلقت: غمزت. هذا لفظ كتاب مسلم، فأما تأويل الحديث على رواية من روي بهذا العلاق، وقد قيل: إن المرأة كانت إذا فعلت ذلك علقت عليه علاقاً. والمعنى بسبب هذا العلاق؛ وذلك لأن المعالجة كانت بغمز ثم تعلق، ولا أراه يستقيم لا لفظاً ولا معنى.
وقال مصعب بن عبد الله: إنما سميت عذرة؛ لأنها تصيب الصبيان عند طلوع في أوان الحر. وفيه (عليكم بهذا العود الهندي) يريد: القسط. وقد أعرب عنه في غير هذه الرواية. وفي بعض طرقه (الكُسْت) والقاف والكاف يبدل أحدهما عن الآخر، وكذلك التاء والطاء، وفي رواية (الكط) وهو من عقاقير البحر، أمر أن يؤخذ ماؤه فيسعط به؛ لأنه يصل إلى العذرة فيقبضها.
[3381] ومنه حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (الحُمَّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء) أي: اسقوا المحموم الماء ليقع به التبريد. وقد وجدت في كلام بعض الأطباء المتدينة أن ذلك من أنفع