ومما هو قليل في القرآن وفي كلامنا أيضا أن يجتمع «ثلاث مشددات متواليات»، وإنما يأتي ذلك نتيجة اتصال الكلمات بعضها ببعض، وقد يتحقق من وصل كلمتين أو أكثر من ذلك. واجتماع «ثلاثة أحرف مشددة متوالية» (قائمة مقام ستة أحرف) يتمثل فى نحو (وعلى أمم مّمّن مّعك). ولما كانت الميمان المخففتان من كلمة (أمم) قد سبقتا هذه الستة أحرف كان مجموع الميمات في هذا المثال (ثمانية ميمات).
التشديد لا يكون كله بدرجة واحدة من القوة، بل تتفاوت قوته في شدتها بحيث يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراتب كما يلي:
1 - أعلاها في (الراء المشددة) لأن الراء من صفتها التكرير وهي صفة يتوخى القارئ اجتنابها فيحاول منع لسانه من تكريرها، وذلك يحتاج منه إلى شدة إلصاق اللسان وتثبيته بأعلى الحنك، وهذه المحاولة تزيد من تشديد الراء فوق تشديد سائر الحروف.
2 - وأوسطها: ما يشدد تشديدا لا زيادة فيه ولا نقص وهو ما ليس فيه (تكرير) (ولا إظهار لغنة الحرف الأول، ولا إطباقه، ولا استعلائه).
3 - أنقصها في كل ما أدغم مع بقاء الغنة نحو لَمَنْ يُؤْمِنُ*، مِنْ وَرائِهِمْ* أو مع بقاء الإطباق نحو أَحَطْتُ أو الاستعلاء نحو أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ.
والأحرف المشددة نوعان: 1 - حروف مشددة بغنة وهما (النون والميم المشددتان).
2 - حروف مشددة بدون غنة وهي (باقي الحروف الهجائية).