بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على نبيه الْكَرِيم وَبعد
فنحمد الله سُبْحَانَهُ، الذى جعلنَا مُسلمين، ثمَّ وفقنا لخدمة دينه القويم..فألهمنا شكر نعْمَته..بالدعوة إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ، وَإِلَى كِتَابه الْكَرِيم..وبالعمل على نشر سنة نبيه الامين.
كَذَلِك نحمده تَعَالَى على مَا يسر وأعان، بإتمام طبع كتاب " الموضوعات " فِي ثَلَاثَة أَجزَاء.
وَهُوَ كَمَا يرى الْقَارئ كتاب نَفِيس - ينشر للمرة الأولى -
نقلا عَن نُسْخَة خطية وحيدة بالمكتبة الازهرية بِالْقَاهِرَةِ، بعد أَن تمّ تصويرها بدار الْكتب المصرية بترخيص خَاص..وَهُوَ كتاب يعرف نفاسته وَقدره من مارس فنون علم الحَدِيث، وعالج النّظر وَالْكِتَابَة فِيهَا.
وَكفى بِهِ نفاسة أَنه أثر فريد فِي بَابه، غزير فِي مادته..من أجل آثَار الامام السلَفِي الْجَلِيل أَبى الْفرج عبد الرحمن بن الجوزى القرشى..عَسى أَن يَسْتَفِيد ويفيد بِهِ الباحثون، وتقر بِهِ أعين الغيورين من حماة الدَّين.
ولسنا يفوتنا هُنَا، أَن نفى أخانا الْمُحب الاستاذ عبد الرحمن مُحَمَّد عُثْمَان حَقه من الشُّكْر والعرفان، بِمَا بذل من جهد مشكور، وَمَا لقى من تَعب وَنصب فِي سَبِيل إنجاز طبع هَذَا الْكتاب، بعد ضبط وَتَحْقِيق غوامضه، والاشراف على مُرَاجعَته وتصحيحه والتقديم لَهُ.
ذَلِك أَن الاخ الْمُحب أَبى - متفضلا مشكورا - أَن يتقاضى لِقَاء جهده الشخصي فِي الاشراف على كتاب " الموضوعات " وتحقيقه - أجرا، رغم مَا بذل فِيهِ من جهد مضن، تَكْرَارا لفضله الْقَدِيم فِي كتبنَا السَّابِقَة، محتسبا ذَلِك فِي صحائفه