استأذن علىّ يوما وعندى أخ للعمانى الراجز حافظ راوية. فلما دخل عبث به أخو العمانى، فقال: من هذا؟ أهو الباهلى الذى يقول:
فما صحفة مأدومة بإهالة «26» ... بأطيب من فيها ولا أقط رطب
فقال له قبل أن يستتمّ كلامه: هو على كل حال أصلح من قول أخيك العمانى:
يا ربّ جارية حوراء ناعمة ... كأنها عومة فى جوف راقود «27»
قال: فقلت له: أكنت أعددت هذا الجواب؟ قال: لا! ولكن ما مرّ بى شىء قطّ إلا وأنا أعرف منه طرفا.
أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا المبرد، قال: دخل العمائى الراجز على الرشيد، فأنشده أرجوزة يصف فيها فرسا، فقال:
كأن أذنيه إذا تشوّفا ... قادمة أو قلما محرّفا
فقال له الرشيد: قل «تخال» حتى يستوى الإعراب.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، عن محمد بن يزيد المبرد، قال: فى المحدثين إسراف وتجاوز وغلوّ وخروج عن المقدار؛ من ذلك قول [175] بكر بن النطاح:
تمشى على الخزّ من تنعّمها ... فيشتكى رجلها من النّزف
لو مرّ هارون فى عساكره ... ما رفعت طرفها من السّجف
حدثنى أحمد بن محمد الجوهرى، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزى، قال: