[174] ثم مكثت حولا، فسمعت قائلا يقول: «هبّود» ، فقلت: ما هبّود؟ قال:
جبيل فى بلادنا. فانفتح لى الشعر فقلت:
ويحطّ الصخور من هبّود
[1] حدثنى على بن هارون المنجّم، عن أبيه، عن جده، قال: دخل المؤمّل بن أميل مسجد الكوفة فى يوم جمعة، وقد نمى إلى الناس خبر وفاة المهدى، وهم يتوقعون قراءة الكتاب عليهم بذلك. فقال- رافعا صوته:
مات الخليفة أيّها الثّقلان
قال: فقال جماعة من الأدباء: هذا أشعر الناس؛ نعى الخليفة إلى الجن والإنس فى نصف بيت، وأمدّه الناس أبصارهم وأسماعهم متوقّعين لما يتمّ به البيت، فقال:
فكأننى أفطرت فى رمضان
قال: فضحك الناس به وصار شهرة.
أخبرنى محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو الحسن الأسدى، قال: حدثنا حماد بن إسحاق، قال: سمعت أبى يقول: ما رأيت أحدا قط أعلم بالشعر من الأصمعى، ولا أحفظ لجيّده، ولا أحضر جوابا منه! ولو قلت: إنه لم يك مثله ما خفت كذبا! لقد