حتى يصحّ التشبيه للشاعرين جميعا؛ وإلّا كان تشبيها بعيدا غير واقع موقعه الذى أريد له.

قال «56» : وينبغى للشاعر أن يحترز فى أشعاره؛ ومفتتح أقواله، مما يتطيّر منه أو يستجفى من الكلام والمخاطبات؛ كذكر البكاء ووصف الخطوب الحادثة؛ فإن الكلام إذا كان مؤسسا على هذا المثال تطيّر منه سامعه وإن كان يعلم أنّ الشاعر إنما يخاطب نفسه دون الممدوح؛ فيجتنب مثل ابتداء الأعشى بقوله «57» :

ما بكاء الكبير بالأطلال «58»

ومثل قول ذى الرمة «59» :

ما بال عينك منها الماء ينسكب

وقول أبى نواس [128] «60» :

أربع البلى إنّ الخشوع لبادى ... عليك وإنى لم أخنك ودادى

ومثل إنشاد البحترى لأبى سعيد «61» الثّغرى:

لك «62» الويل من ليل بطاء أواخره «63»

فقال له أبو سعيد: الويل لك والحرب! وإنشاد أبى حكيمة راشد بن إسحاق لأبى دلف:

ألا ذهب الأير الذى كنت تعرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015