فليس نسبة هذا الشاعر الله عز وجل إلى أنه ربّ هود بأجود فى هذا البيت من نسبته إلى أنه ربّ نوح، ولكن القافية كانت داليّة فأتى بذلك للسجع، لا لإفادة معنى بما أتى به منه.

قال محمد بن أحمد بن طباطبا العلوى «51» : ينبغى للشاعر أن يتأمّل تأليف شعره وتنسيق أبياته، ويقف على حسن تجاورها أو قبحه؛ فيلائم بينها لتنتظم له معانيها، ويتصل كلامه فيها، كقول ابن هرمة «52» :

وإنى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفّى زنادا شحاحا «53»

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة «54» بيض أخرى جناحا

وكقول الفرزدق «55» :

وإنك إذ تهجو تميما وترتشى ... سرابيل قيس أو سحوق العمائم

كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السمائم

كان يجب أن يكون بيت لابن هرمة مع بيت للفرزدق، وبيت للفرزدق مع بيت لابن هرمة فيقال:

وإنّى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفى زنادا شحاحا

كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السّمائم

ويقال:

فإنك إذ تهجو تميما وترتشى ... سرابيل قيس أو سحوق العمائم

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015