وروى هذا الحديث أحمد بن أبى طاهر، عن أبى العباس ثعلب، عن ابن الأعرابى: حدثنى أحمد بن محمد الجوهرى، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا المازنى، قال: حدثنا الأصمعى؛ وقال سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول:
لقيت الفرزدق فى المربد، فقلت: يا أبا فراس، أحدثت شيئا؛ قال: فقال: خذ.
ثم أنشدنى «102» :
كم دون ميّة من مستعمل قذف «103» ... ومن فلاة بها تستودع العيس
قال: فقلت: سبحان الله، هذا للمتلمّس. فقال: اكتمها فلضوالّ الشعر أحبّ إلىّ من ضوالّ الإبل. «104»
حدثنى محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن أبى سعد الوراق، قال: حدثنى عبد الملك بن محمد البكرى، قال: حدثنى محمد بن عبد الله الهذلى، عن الجارود بن أبى سبرة، قال: مرّ بى الفرزدق وأنا على الباب جالس، فوقف علىّ، فقال لى: يا أبا نوفل؛ قد قلت بيتا وقد انغلق علىّ ما بعده. قال: قلت: ما هو؟ قال: قلت:
إنّ الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول «105» [51]
قد انغلق على ما بعده. قال: فقلت:
بيتا بناه لنا المليك وما بنى ... ملك السماء «106» فإنه لا ينقل
فقال: قد انفتح لى، وقال:
بيتا زاررة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ... أبدا إذا عدّ الفعال الأفضل
وكتب إلى أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، قال: حدثنى محمد بن