فحذف الياء «198» من الشر.

وقال العباس: «السّرى» بالسين: اسم رجل، وإنما حذف إحدى الياءين.

18- وقد وضع قوم الكلام فى غير موضعه، فقدموا وأخروا، نحو قوله:

صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم

يريد: وقلما يدوم وصال.

وقال الآخر «199» :

إنّ الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوما على من يتكل

يريد من يتكل عليه؛ فقدم وأخر.

وقال الفرزدق «200» :

وما مثله فى الناس إلا مملّكا «201» ... أبو أمّه حىّ أبوه يقاربه

وإنما أراد: وما مثله فى الناس حىّ يقاربه إلا مملّك أبو أمه أبوه، فتعسّف هذا التعسف الشديد، ووضع أشياء فى غير مواضعها «202» ؛ وإنما مدح بهذا الشعر خال هشام، فقال: ما فى الناس حىّ يقارب خال هشام إلا هشام الذى أبو أمه أبوه، يعنى أن جدّ هشام لأمه هو أبو هذا الممدوح.

وإنما زدنا فى شرحه ليفهم.

وهذا قبيح جدّا، وإنما نصب مملكا لأنه استثناء مقدم، كما قال: «مالى إلا أباك صديق» ، إذا أردت مالى صديق إلا أبوك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015