ونتج عن هزيمتها أن سيطر الحلفاء على «إستانبول» والمضائق،

واحتلت «اليونان» الأقسام الغربية، وضاعت البلدان العربية من يديها،

وأراد السلطان «وحيد الدين» أن ينقذ الدولة مما هى فيه، فوضع

ثقته فى «مصطفى كمال» الذى لمع نجمه أثناء الحرب، لكنه بدأ

يعمل لصالح نفسه.

وفى أثناء الحرب العالمية الأولى كان «مصطفى كمال» أنجح قادة

الميدان العثمانيين، فقد تولى فى أواخر سنة (1332هـ= 1914م)

قيادة القوات التركية التى وكل إليها حماية «الدردنيل»، وكانت

قاعدتها الرئيسية «شبه جزيرة غاليبولى»، وبفضل شجاعته فشل

الإنزال البريطانى بها لاحتلالها، وقد جعلته هذه المعركة التى أنقذت

«الآستانة» من السقوط بطلا قوميا، فأنعم عليه بلقب «باشا».

ثم عقدت «هدنة مودانيا» فى (9 من صفر 1340هـ= 12 من أكتوبر

1921م)، اعترفت بمقتضاها حكومات الحلفاء بعودة السيادة التركية

إلى «إستانبول» و «البوغازين»، و «تراقيا الشرقية»، وأجَّلت عودة

الأتراك إلى هذه المناطق حتى توقع معاهدة الصلح.

وفى (ربيع أول 1341هـ= أول من نوفمبر سنة 1922م) أعلن المجلس

الوطنى الكبير أن السلطنة قد زالت منذ أن احتل الإنجليز «إستانبول»

قبل ذلك بسنتين، كما أن المجلس قرر أنه هو وحده الذى يختار

الخليفة من بين أفراد أسرة «آل عثمان».

وفى (26 من ربيع الأول 1341هـ= 17 من نوفمبر 1922م) أجبر

السلطان «وحيد الدين» على ترك منصب السلطنة، وترك عاصمة

الخلافة إلى «مالطة» حيث أقلته بارجة حربية إنجليزية كانت راسية

بالميناء تنتظر ذلك، ونودى بالأمير «عبد المجيد بن عبد العزيز» ابن

عم «وحيد الدين» خليفة للمسلمين بعد موافقة المجلس الوطنى الكبير.

وفى (10 من ذى الحجة 1341هـ= 24 من يوليو سنة 1923م) جرى

التوقيع على «معاهدة لوزان»، التى نصت على عودة السيادة

التركية على ما يقرب من كل الأراضى التى تشتمل عليها تركيا الآن،

وألغيت الامتيازات الأجنبية، ونتيجة لما توصل إليه فى «معاهدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015