الفصل الثاني
بايزيد الأول:
لم ينتقل «آل عثمان» من طور الإمارة إلى طور السلطنة إلا فى عهد
«بايزيد الأول» المشهور بالصاعقة، لسرعة تنقله بجيوشه بين
«أوربا» و «الأناضول» ..
وقد بذل «بايزيد» جهودًا عظيمة فى توحيد منطقة «الأناضول» تحت
قيادته، وفى استمرار الفتوحات فى منطقة «البلقان» فدخل
«رومانيا» وضم جنوبها - «الأفلاق» - إلى الدولة العثمانية، وفتح
«سلانيك»، واستولى على «ينى شهر» وألحق «تساليا»
بدولته، وفتح «اسكوب» ودخلت جيوشه «طورنوفا» وواصل فتوحاته
فى «مقدونيا الشمالية» و «ألبانيا»،ونجح فى ضم «بلاد البلغار»،
وجعلها ولاية عثمانية، ووصلت جيوشه إلى «اليونان» ودخل
«أثينا»، وانتقل إلى «شبه جزيرة المورة» ودفع له الصرب جزية
سنوية، كما حاصر «القسطنطينية» أربع مرات.
ونتيجة لهذا توحدت «أوربا» كلها ضده لطرده من «البلقان» فتكونت
حملة صليبية ضده فى (جمادى الأولى 798هـ= فبراير 1396م) بقيادة
«سيجموند» ملك «المجر» الذى استنجد بالبابا وبملوك «أوربا» لإنقاذ
«المجر» و «بيزنطة» من الخطر العثمانى، فحملت الحملة شعار: «سحق
الأتراك أولا ثم احتلال القدس».
وتكونت هذه الحملة من جيوش مجرية وفرنسية وألمانية وهولندية
وإنجليزية وإيطالية وإسبانية بلغت نحو (130) ألف محارب، واجتازت
نهر «الدانوب» وبلغت مدينة «نيكوبولى» وعندها دارت معركة طاحنة
بينهم وبين الجيش العثمانى الذى بلغ عدده نحو (90) ألف جندى
بقيادة «بايزيد الصاعقة».
وانتهت معركة «نيكوبولى» بانتصار العثمانيين، وبوقوع كثير من
أشراف «فرنسا» فى الأسر، منهم: «الكونت دى نيفر» قائد قوات
«بورغوينا» وولى عهدها، وقد أقسم هذا الكونت على عدم العودة
إلى محاربة العثمانيين، ولكن بعد قرار «بايزيد» بإطلاق سراح
الأمراء الأسرى، أراد أن يحل «الكونت دى نيفر» من قسمه، فقال له:
«أيها الكونت! لك أن تعود مرة أخرى لمحاربتى، لكى تمسح العار