ثم فتح أراضى الدولة البيزنطية فى «البلقان»، حتى أصبحت
«القسطنطينية» عاصمة البيزنطيين محاصرة تمامًا بالأراضى
العثمانية، ونتيجة لتلك الفتوحات صارت الدولة العثمانية متاخمة لكل
من «الصرب» و «البلغار» و «ألبانيا».
وأدى هذا النشاط العثمانى إلى انزعاج أوربا وازدياد قلقها، فكتب
أمراء تلك المناطق إلى ملوك أوربا الغربية وإلى البابا يستنجدون
بهم ضد المسلمين، فقام البابا بالدعوة إلى قيام حرب صليبية جديدة،
غير أن ملك الصرب هاجم «أدرنة» عاصمة العثمانيين وكان «مراد»
غائبًا عنها، فلما علم بأخبار هذا الهجوم عاد بجيشه ليحارب الصرب،
ونجح فى إلحاق الهزيمة بهم.
ثم قام ملك الصرب - الجديد وقتها - بعقد حلف عسكرى مع أمير
«بلغاريا» لمحاربة العثمانيين، فلما قامت الحرب بينهما هرب أمير
البلغار من المعركة، ثم اصطلح الطرفان الصربى والبلغارى مع الدولة
العثمانية، نظير جزية سنوية يقدمانها لها، لكن الصرب نقضوا عهدهم
فأقام ملكهم تحالفًا صليبيا مع «ألبانيا» ضد العثمانيين، والتقى
الفريقان فى مكان يُسمَّى «قوصوة» سنة (197هـ= 9831م) حيث دارت
معركة من أعظم معارك الإسلام، انتصر فيها العثمانيون، وهُزِم
الصرب هزيمة منكرة، وقتل ملكهم.
وعقب انتهاء المعركة قام الأمير «مراد» بتفقد ساحة المعركة، وكان
الليل حالك السواد، والهلال والنجوم فى السماء، وساحة المعركة
مدرجة بالدماء، فأوحى ذلك بفكرة العلم العثمانى كما يقال، فجاء
علمًا أحمر الأرضية يذكِّر بالدماء التى ملأت أرض «قوصوة» ويزين
العلم الهلال والنجوم، ولايزال علم تركيا على هذه الصورة حتى الآن.
وأثناء تفقد الأمير المنتصر «مراد» ساحة القتال؛ إذا بصربى جريح
يقوم من بين القتلى ليطعنه بخنجر فيقتله على الفور، ويستشهد فى
ساحة الجهاد، وهو يبلغ من العمر (65) عامًا.
عُرف الأمير «مراد الأول» بالعدل، وبمعاملة رعيته من أهل الذمة