ليخلصوا فى القتال ويتحمسوا له، لأن عملهم جهاد فى سبيل الله
ينتظر المسلم من ورائه النصر أو الشهادة، وقتال من أجل عقيدة
يفدونها بدمائهم وأرواحهم، كما أن إحراق السفن ليس عملا عسكريا
مناسبًا، لأنهم فى حاجة إليها بصفة دائمة للاتصال ببلاد المغرب.
وأما الخطبة المنسوبة إلى «طارق» والتى حث فيها المسلمين على
الجهاد، وقال فيها: أين المفر .. البحر من ورائكم والعدو أمامكم .. ،
فلا توجد كاملة فى المصادر الأندلسية الأولى، مما يشير إلى عدم
شيوعها ويقلل من الثقة بواقعيتها. وأنها مليئة بالسجع المتكلف
الذى لم يكن شائعًا فى ذلك العصر، كما أن طارقًا وأكثر جنوده
كانوا من البربر، ولايتوقع أن تكون لغتهم العربية إلى هذا المستوى
العالى من البيان، وهذا لايمنع أن يكون القائد قد ألقى كلمته فى
جنده البربر بلغتهم التى يفهمونها، ثم جاء من كتاب العرب من نقل
معانى تلك الخطبة إلى اللغة العربية، فأصابها شىء من التعديل
والتغيير.