والمنطق والطب، كما ازدهرت الحركة الأدبية، واشتهر عدد كبير من
الشعراء، مثل: «أبى القاسم رضوان البرجى» الذى تولى وظيفة
الإنشاء فى عهد «أبى عنان المرينى»، و «لسان الدين بن الخطيب»
أشهر الشعراء الأندلسيين الذين عاشوا مدة طويلة بالدولة المرينية،
وكذا اشتهر عدد كبير فى فن النثر، منهم: «ابن خلدون» و «ابن
مرزوق الخطيب».
وأسهمت المكتبات إسهامًا بارزًا فى تنشيط الحركة الفكرية، وكان
السلطان «أبو عنان المرينى» قد أفرد دارًا للكتب وزوَّدها بالكتب
فى شتى مجالات العلوم والمعرفة، واستخدم بها الأمناء لحفظ الكتب
وترتيبها وتصنيفها، وكذا لاستقبال الزائرين.
بنو وطاس بالمغرب الأقصى:
[869 - 962هـ= 1465 - 1555م]:
تمهيد:
«بنو وطاس» فخذ من قبيلة «بنى مرين»، ولكنهم ليسوا من فرع
الأسرة المرينية الحاكمة، وقد قامت علاقة حذرة بين أسرتى «بنى
وطاس» و «بنى مرين»، ثم تعدى «بنو وطاس» هذا الحذر، واتخذوا
موقفًا عدائيا من دولة «بنى مرين» منذ قيامها، وساندوا الموحدين
فى صراعهم معهم، ومن ثم عمد المرينيون- بعد قيام دولتهم واستقرار
الأوضاع لهم - إلى إحكام قبضتهم على حصن «تازوطا» الذى كان
مقر «بنى وطاس» فى ذلك العهد، ولكن الوطاسيين قاموا بثورة فى
سنة (691هـ= 1292م) للاحتفاظ بنفوذهم فى هذا الحصن، وامتدت
ثورتهم فشملت منطقة الريف، ثم طردوا الوالى المرينى وحاشيته،
وسيطروا على الحصن، مما دفع السلطان «يوسف بن يعقوب
المرينى» إلى تجهيز جيش كبير، وجعل عليه «عمر بن المسعود بن
خرباش» أحد قادته المخلصين، وأمره بالتوجه إلى حصن «تازوطا»،
ثم خرج السلطان بنفسه على رأس جيش آخر، وحاصر الجيشان الحصن
مدة عشرة أشهر، وتمكن «عمر» و «عامر» ابنا «يحيى بن الوزير
الوطاسى» زعيما الوطاسيين من الفرار بأموالهما إلى «تلمسان»،
ودخل السلطان الحصن، وأنزل العقاب بالوطاسيين ثم عاد إلى
عاصمته «فاس» فى آخر جمادى الأولى سنة (692هـ= أبريل1693م).