أولا: مرحلة تثبيت أقدامهم فى مناطق التلول والأرياف: (592 - 614هـ

= 1191 - 1217م).

اتصف الأمير عبدالحق زعيم قبائل بنى مرين بالتقوى والصلاح

والشجاعة والعدل والعطف على الفقراء مما كان له أثره على جموع

المرينيين الذين التفوا حوله، وجذبوا إليهم عددًا من القبائل المغربية

التى انضمت إليهم، وعمدوا إلى التوسع وفرض النفوذ على حساب

الموحدين، ودخلوا فى عدة معارك كانت أشهرها معركة «وادى

نكور» التى خسرها الموحدون.

وقد حمل «عثمان بن عبدالحق» (614 - 637هـ=1217 - 1239م) راية

المرينيين عقب مقتل والده الأمير «عبدالحق»، فواصل حملاته

العسكرية، وفرض نفوذه على مساحات واسعة من أرض «المغرب»،

ثم دعا شيوخ القبائل واتفق معهم على خلع طاعة الموحدين، والقيام

بأمر الدنيا والدين، والنظر فى صلاح المسلمين، فعملوا على تحقيق

ذلك حتى عام (625هـ= 1228م)، فقوى شأنهم، وخضعت لهم جميع

قبائل «المغرب»، وسيطروا على جميع موانى «المغرب» التى امتدت

من «وادى ملوية» إلى «رباط الفتح».

ثانيًا: مرحلة الاستيلاء على المدن الكبرى:

وحمل أعباء هذه المرحلة فارس «زناتة» الأمير «أبو يحيى أبو بكر

ابن عبدالحق»، الذى كان بطلا شجاعًا، قوى الإرادة، حازم الرأى،

فقام بتأمين الجبهة الداخلية للمرينيين، وأخضعها لإشراف مالى

وإدارى دقيق، ثم واصل مهاجمة المدن المغربية الكبرى، واستولى

على «مكناسة»، و «فاس»، و «سلا»، و «رباط الفتح»،

و «سجلماسة»، و «درعة».

ثالثًا: المرحلة الأخيرة للاستيلاء على العاصمة مراكش:

هيأ الله لبنى مرين فى هذه المرحلة أن يقوم بقيادتهم الأمير «أبو

يوسف يعقوب بن عبدالحق» (656 - 685هـ = 1258 - 1286م)، الذى

اعتبرته المصادر سيد «بنى مرين» على الإطلاق، وبدأ عهده بمواجهة

بعض المشاكل التى واجهت المرينيين فى هذه الفترة، ودخل فى

عدة معارك مع الموحدين تمهيدًا لدخول العاصمة «مراكش».

وقد أعد «أبو يوسف» حملة كبيرة، ثم خرج بها من «فاس» فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015