أبناء القبائل الأخرى، وقسَّمهم إلى سبعة أقسام، وجعل على رأس

كل قسم منها داعية يطمئن إليه، فاستطاع بهذا الأسلوب العملى

إقامة مجتمع يدين بفكرة واحدة؛ هى إقامة الدولة المثالية التى

يحكمها إمام من آل البيت.

وقد اتخذ «أبو عبدالله الشيعى» من أبناء «كتامة» جندًا يدافعون

عن الدعوة، ويهاجمون القوى السياسية الموجودة بالمنطقة، وهى:

«الأغالبة» بالمغرب الأدنى، و «الرستميون» بالمغرب الأوسط، و «بنو

مدرار» بسجلماسة بجنوب «المغرب الأقصى» وبقايا «الأدارسة» بمدن

«المغرب الأقصى»، وترتَّب على ذلك دخول «أبى عبدالله الشيعى»

فى عدة معارك مع هذه القوى، كانت أشهرها معركة «كنيونة»،

التى انتصر فيها على «الأغالبة» فى سنة (293هـ= 906م)، ثم توالت

انتصاراته بعد ذلك، ودخل مدينة «رقادة» وقضى على نفوذ

«الأغالبة»، ثم دعا «المهدى الفاطمى» إلى «المغرب» لتسلم مقاليد

الأمور؛ فلبى الدعوة، وتخفَّى فى زى التجار حتى لا يقع فى قبضة

العباسيين، ودخل مدينة «رقادة» فى سنة (297هـ= 909م)، ثم بويع

بالإمامة.

الخلفاء الفاطميون بالمغرب:

حكم أربعة خلفاء فاطميين بلاد «المغرب» فى الفترة من سنة

(297هـ=909م) إلى سنة (365هـ= 975م)، وكان «المعز لدين الله

الفاطمى» هو آخر هؤلاء الخلفاء، حيث انتقل بالخلافة إلى

«القاهرة» التى اتخذها عاصمة جديدة للفاطميين، بعد أن تم له فتح

«مصر» على يد قائده «جوهر الصقلى» فى سنة (358هـ= 969م)،

والخلفاء الأربعة هم:

1 - المهدى: عبيد الله أبو محمد [297 - 322هـ= 909 - 934م].

2 - القائم: محمد أبو القاسم [322 - 334 هـ = 934 - 945م].

3 - المنصور: إسماعيل أبو طاهر [334 - 341هـ= 945 - 952م].

4 - المعز: معدّ أبو تميم [341 - 365 هـ = 952 - 975م].

وقد وُلد «المهدى» أول الخلفاء بالعراق فى سنة (266هـ = 880م)،

وتوفى بالمهدية فى سنة (322هـ = 934م)، ثم تلاه ابنه «محمد»

الذى ولد «بسَلَمْيه» فى المحرم سنة (278هـ = أبريل 891م)، ورحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015