الفصل الثالث

*دولة الأغالبة

[184 - 296هـ=800 - 909م]:

قامت أربع دول إقليمية ببلاد المغرب فى الفترة من سنة (140هـ=

757م) إلى سنة (296هـ=909م)، وسوف نعرض لهذه الدول وفقًا

لأماكن تواجدها على خريطة «المغرب» دون التقيُّد بالزمن الذى قامت

خلاله هذه الدول، ونبدأ من ناحية الشرق بدولة الأغالبة، التى

تأسست بالمغرب الأدنى (ليبيا وتونس) فى سنة (184هـ= 800م) ثم

«الدولة الرستمية» بالمغرب الأوسط (الجزائر) فى سنة (161هـ=778م)،

ثم دولة «الأدارسة» بالمغرب الأقصى فى سنة (172هـ=788م)، وأيضًا

دولة «بنى مدرار» فى «سجلماسة» بجنوب «المغرب الأقصى» فى

سنة (140هـ=757م).

ينسب الأغالبة إلى «الأغلب بن سالم التميمى»، وهو عربى من قبيلة

«تميم»، التى شاركت فى القضاء على «الأمويين»، وإقامة «الدولة

العباسية»، وقد تولى «الأغلب» إفريقية فى سنة (148هـ=765م)، ثم

استشهد بها فى حربه ضد الطامعين بقيادة «الحسن بن حرب

الكندى».

إبراهيم بن الأغلب [184هـ=800م]:

تلقى «إبراهيم بن الأغلب» - فى نشأته الأولى - دروسه الدينية

بمسجد الفسطاط على يد الإمام «الليث بن سعد»، فلما بلغ مبلغ

الشباب التحق بالجندية، ثم جاء إلى «المغرب» وشارك فى أحداثها،

ثم ظهر على مسرح الأحداث فى إفريقية - كما سبقت الإشارة إليه -

فى عهد «محمد بن مقاتل العكى».

استقل «إبراهيم» بحكم «المغرب الأدنى» عن الخلافة، وعمد إلى

إقرار الأمن والاستقرار بهذا الإقليم، فضلاً عن تعريبه، واستكمال

نظامه الإدارى، وتنمية اقتصاده، فباتت «القيروان» مركزًا من مراكز

العلم والحضارة بالدولة الإسلامية، وظهرت أهمية المدن التابعة لها.

مثل: «تونس»، و «سوسة»، و «قابس»، و «قفصة»، و «توزر»،

و «نفطة»، و «طبنة»، و «المسيلة»، و «بجاية»، وغيرها. ولكن ذلك لم

يمنع من وقوع بعض الثورات بالمنطقة، مثل ثورة «عمران بن مجالد

الربيعى» الذى جمع حوله أهل «القيروان» فى محاولة للقضاء على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015