وأنزلهم منازلهم، فاستقرت له الأوضاع، وهدأت الأمور، ثم خرج إلى

مدينة «طبنة» لإصلاح أحوالها، وبناء سورها، ففاجأته جموع البربر،

وحاصرت مدينة «القيروان»، كما حاصرته مع جنوده بمدينة «طبنة»،

فلجأ إلى استعمال الحيلة، وأغدق بالأموال على الجيش المحاصر

لطبنة، فانصرف عدد كبير من جنود البربر عن المدينة، وتمكن «عمر»

من هزيمة الجزء المتبقى منهم، ثم دخل «القيروان» بالحيلة والتمويه،

وتولى مهمة الدفاع عنها، ولكن «إباضية» «طرابلس» بزعامة «أبى

حاتم» كانوا قد أحكموا حصارهم وسيطرتهم على «القيروان»، وظلوا

كذلك ثمانية أشهر، فساءت الأوضاع داخل المدينة، واضطر الناس

إلى أكل دوابهم وخيولهم، وفشلت كل محاولات «ابن حفص» لفك

الحصار عن المدينة، فخرج على رأس قواته، ودخل فى معركة

شديدة مع المحاصرين، فاستشهد هو وكثير من رجاله فى سنة

(154هـ = 771م) ودخل «الإباضية» بقيادة «أبى حاتم» المدينة.

- يزيد بن حاتم:

تولى «يزيد بن حاتم» إمرة «مصر» فى عهد الخليفة «أبى جعفر

المنصور» فى سنة (144هـ=761م)، وأثبت فيها كفاءة عالية، فوقع

عليه اختيار الخلافة ليكون واليًا على «المغرب»، وجهز له الخليفة

جيشًا كبيرًا، ضم تسعين ألف مقاتل، وتم تجهيزه بثلاثة ملايين درهم،

وخرج «يزيد» على رأس الجيش قاصدًا إفريقية، ووصلها فى سنة

(154هـ= 771م)، فانضمت إليه فلول الجند المنهزمة أمام «أبى حاتم»،

وتم اللقاء بين الجيش العباسى وجيش الخوارج بقيادة «أبى حاتم»

فى شهر ربيع الأول سنة (155هـ= فبراير 772م)، فكانت المعركة

حاسمة، وهُزم جيش الخوارج، وقتل قائده «أبو حاتم»، وبعث «يزيد»

بجنوده لاستئصال شأفة الخوارج ثم دخل «القيروان» رافعًا أعلام

العباسيين، وبث الطمأنينة فى نفوس أهلها، ومات «يزيد بن حاتم»

بالقيروان فى سنة (170هـ= 786م)، فخلفه ابنه «داود» فى الولاية.

- داود بن يزيد بن حاتم:

تولى «داود» مقاليد الأمور خلال فترة مرض والده كمعاون له، فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015