وتلى منطقةُ «القبلات» منطقة «الواحات» من الناحية الجنوبية، وهى

آخر العمران فى الصحراء، وتضم: «فزان» فى «ليبيا»، و «بسكرة»

فى «الجزائر»، و «سجلماسة» فى «المغرب الأقصى»، وتمتعت

«القبلات» بمركز تجارى بارز؛ حيث كانت ملتقى قوافل التجارة

الآتية من الشمال أو من جنوب الصحراء الكبرى.

ثم تلت منطقةُ رمال الصحراء المعروفة بالعرق منطقة «القبلات»، وهى

بداية الصحراء الكبرى التى تنعدم فيها الحياة، وتتخللها الهضاب

المرتفعة المعروفة باسم: «الحمارات»، وقد أُطلق على هذه المنطقة

اسم: «مناطق الموت»؛ نظرًا إلى انعدام مظاهر الحياة بها.

سكان المغرب:

عاش بالمغرب قبل الفتح الإسلامى ثلاثة أنماط من السكان، لكل منها

سماته ومميزاته، هى:

1 - الروم: وهم الطبقة الحاكمة للشريط الساحلى للمغرب؛ إذ لم تمكنهم

طبيعة البلاد وصعوبة الحياة بها من التوغل إلى داخلها، فضلا عن

بغض القبائل لسلطة المستعمرين، واستقر بعض هؤلاء الروم هناك

واشتغلوا بالتجارة وزرعوا الأرض، إلى جانب عملهم بالإدارة

الحكومية.

2 - الأفارقة: وهم خليط من بقايا الأمم التى احتلت بلاد المغرب من

الرومان والوندال وغيرهم، وهم ليسوا من البربر، ولكنهم انصهروا

فى حياتهم الجديدة بمدن المغرب واستقروا بها، واختلطوا

بالمتحضرين من البربر، ولم تكن تجمعهم بأهالى البلاد إلا الحياة

المشتركة، المرتبطة بأسباب المعيشة.

3 - البربر: وهم الغالبية العظمى من سكان بلاد المغرب؛ وأصحاب

البلاد الأصليون، وقد تصدوا للفتح الإسلامى - فى أول الأمر- ثم لم

يلبثوا أن ساندوه، بعد أن اختلطوا بالمسلمين وعرفوا الدعوة

الإسلامية ومبادئها السامية، فأقبلوا على الإسلام وآمنوا به، وحملوا

رايته إلى «الأندلس»؛ مبشرين به ومدافعين عنه.

المغرب قبل الفتح الإسلامى:

تعرض إقليم المغرب قبل الفتح الإسلامى لموجات من الغزو الرومانى

والوندالى والبيزنطى، وعاشت المنطقة فى ظل سلطة أجنبية حاولت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015