الجزء السادس
تأليف:
أ. د. حسن علي حسن
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة
الفصل الأول
يمثل «المغرب الإسلامى» الجناح الغربى لأقاليم الدولة الإسلامية؛
وقد أسهم منذ اعتناق أبنائه الإسلام فى بناء صرح الحضارة
الإسلامية، ويمتد من «برقة» شرقًا حتى «المحيط الأطلسى» غربًا،
ويطل على «البحر المتوسط» شمالا.
وقد استخدم بعض المؤرخين لفظة «المغرب» بمعناها العام على
المنطقة الواقعة غرب «مصر» والممتدة من «برقة» حتى «المحيط
الأطلسى»، بينما أطلق آخرون لفظة «المغرب» على أقاليم بعينها،
ولذا قسموا المغرب إلى ثلاثة أقاليم متميزة هى:
1 - المغرب الأدنى: (أى إفريقية) وكانت قاعدته فى صدر الإسلام
مدينة «القيروان»، وقد اشتمل هذا الإقليم على عدة مدن منها:
«باجة» و «بونة» و «بنزرت» و «قسطيلة» و «صفاقس» و «قفصة»
و «تونس» و «سوسة»، وغيرها من المدن.
2 - المغرب الأوسط: ويمتد من «بجاية» إلى «وادى ملوية»، وقاعدته
مدينة «تلمسان»، ويشتمل على عدة مدن منها: «تنس» و «جيجل»
و «القلعة» و «المسيلة» و «طبنة» و «مليلة»، وغيرها من المدن.
3 - المغرب الأقصى: ويمتد من «وادى ملوية» و «جبال تازا» حتى
«المحيط الأطلسى»، وقاعدته مدينة «فاس» ثم «مراكش»، ويشتمل
على عدة مدن منها: «فاس» و «مكناسة» و «سلا» و «درعة».
السطح:
كان لمظاهر السطح فى بلاد «المغرب» دورًا أثر فى التاريخ
السياسى للمنطقة، بما اشتمل عليه من سهول ساحلية، وأودية
وجبال وصحراء ممتدة، وقد ظهر تأثير هذا فى عملية الفتح الإسلامى
للمغرب؛ إذْ استغرق نحو سبعين سنة، وينقسم سطح المغرب إلى
ثلاث مناطق متميزة هى:
1 - المنطقة الساحلية: وهى المنطقة المطلة على «البحر المتوسط»
و «المحيط الأطلسى»، ويفصلها عن الداخل سلسلة «جبال أطلس»،
التى تمتد من أقصى الغرب متجهة إلى الشرق. وتختلف المنطقة
الساحلية ضيقًا واتساعًا؛ تبعًا لاقتراب الجبال من البحر أو بعدها
عنه، فقامت تجمعات سكانية فى المناطق الساحلية الواسعة،
وساعدتها الظروف الطبيعة والأرض الخصبة والمناخ المعتدل على