العقبات التى واجهته كى تتوطد أركان دولته، وزوج ابنته «أسماء»

المعروفة بقطر الندى من الخليفة العباسى «المعتضد»، وقام

«خمارويه» بتجهيز ابنته، وغالى فى ذلك، مما أدى إلى إفلاس مالية

البلاد. وظل واليًا على «مصر» والشام والجزيرة حتى وفاته سنة

(282هـ).

أولاد خمارويه وسقوط الدولة الطولونية:

بعد وفاة «خمارويه» سنة (282هـ)، بدأت الدولة الطولونية فى

الانحلال، فتولَّى زمامها طائفة من أفراد البيت الطولونى، وكانت

تنقصهم الحنكة السياسية، وهم:

«أبو العساكر جيش بن خمارويه» (282 - 284هـ)، الذى خلعه الجند،

فتولَّى من بعده أخوه «أبو موسى هارون بن خمارويه» (284 -

292هـ)، وهو فى الرابعة عشرة من عمره، فازدادت البلاد ضعفًا

حتى مات، فتولى بعده عمه «شيبان»، إلا أن الجند رفضوا تعيينه،

وكان ذلك إيذانًا بزوال الدولة الطولونية، وعودة «مصر» والشام

والجزيرة إلى ولايات تابعة مباشرة للخلفاء العباسيين، بعد أن

استقلت منذ عهد «أحمد بن طلون».

علاقة مصر والشام بالخلافة العباسية فى عهد أحمد بن طولون:

كان خليفة المسلمين - إبان حكم «أحمد بن طولون» - هو الخليفة

«المعتمد»، ثم جاء من بعده أخوه «الموفق» الذى استطاع أن

يسيطر على الجيش، ويستبد بالسلطة فى خلافة أخيه «المعتمد».

وكانت علاقة «أحمد بن طولون» بالخليفة «المعتمد» طيبة وقوية

لدرجة أن الخليفة فكر فى نقل مقر الخلافة إلى «مصر» ليتمتع فيها

بقوة «أحمد بن طولون» وحمايته له، إلا أن «الموفق» علم بنية أخيه

فأعاده إلى «سامراء»، وكان لهذا الموقف أثره السيىء على علاقة

«الموفق» بأحمد بن طولون، وأضمر له العداوة، ثم ما لبث أن أعلن

عنها حين أرسل إلى «ابن طولون» يطلب منه أموالا كثيرة، فلم

يرسل إليه سوى مبلغ صغير، فأثار ذلك حفيظته وخرج لمحاربة «ابن

طولون»، ولكن هذه الحروب لم تدم طويلا، ولم تسفر عن شىء،

ولكن العلاقات بين «مصر» والشام والخلافة العباسية ظلت سيئة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015