«عنبسة بن إسحاق» بالورع، وإقامة العدل بين الناس.

أهم الأحداث فى عهد الولاة:

أ - انتشار الإسلام فى مصر:

من الثابت أن كثيرًا من أقباط «مصر» دخلوا الإسلام قبل استكمال

الفتح الإسلامى لها، فى الوقت الذى كان «عمرو بن العاص» فى

طريقه إلى فتحها، وزاد إقبال المصريين على الدخول فى الدين

الإسلامى نتيجة السياسة الحسنة التى انتهجها الولاة المسلمون

معهم، فشعروا بالحرية، ونعموا بالتسامح الذى أشاعه المسلمون،

وأخذ الإسلام ينتشر تدريجيا بينهم، ولم يأتِ القرن الثالث الهجرى إلا

كان غالبيتهم يدينون بالدين الإسلامى بحرية تامة، ودون أى إكراه.

ب - انتشار اللغة العربية:

بدأ انتشار اللغة العربية فى «مصر» مع بداية الفتح الإسلامى لها،

وساعد على ذلك اختلاط المسلمين العرب بأهل «مصر» والتزوج

منهم، كما كان على مَنْ اعتنق الإسلام من المصريين أن يتعلم اللغة

العربية لمعرفة تعاليم دينه الجديد، ثم كان لتعريب الدواوين فى عهد

«عبدالملك بن مروان» الأثر الكبير والفعال فى انتشار اللغة العربية

فى «مصر»، فمن المعروف أن المسلمين قد عهدوا إلى المصريين

بالكثير من الأعمال الإدارية، كما أشركوهم فى إدارة البلاد، الأمر

الذى افتقده المصريون لفترات طويلة، وظلوا محرومين منه فى العهد

البيزنطى، فكان عليهم - حين عُرِّبت الإدارة- أن يجتهدوا فى تعلم

اللغة العربية ليحافظوا على وظائفهم ويحتفظوا بها، فتهيأت كل

الظروف لتصبح اللغة العربية لغة المصريين عربًا وأقباطًا على

السواء.

النظام الإدارى فى عهد الولاة:

وجد المسلمون بمصر - حين فتحوها - نظمًا إدارية رأوها صالحة؛ فلم

يغيروها، وتولَّوا الوظائف الرئيسية، وتركوا الوظائف الأخرى

للمصريين، فسعدوا بها، وأخلصوا للولاة المسلمين، فدل ذلك على

الوعى السياسى والإدارى لهؤلاء الولاة.

وكان الخليفة هو الذى يقوم بتعيين الخليفة أو الأمير، ويأمره بإمامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015