أقام «الغوريون» دولتهم على أنقاض «الدولة الغزنوية» بعد قضائهم
عليها، ثم دخلوا حروبًا كثيرة مع بلاد «الهند» حين فشلوا فى توسيع
سلطانهم على حساب جيرانهم «الخوارزميين» و «الخطا»، ولكن
الخوارزميين لم يمهلوهم، وقضوا على دولتهم، وما من شك فى أن
الغوريين يرجع إليهم الفضل فى توطيد دعائم الحكم الإسلامى فى
البلاد الشمالية للهند، فإذا كان «آل سبكتكين» هم الذين فتحوا
«الهند»، فإن الغوريين هم الذين ثبتوا الحكم الإسلامى بها.
مظاهر الحضارة فى الدولة الغورية:
كانت مدينة «فيروزكوه» أشهر مدن الغوريين، ومركز حضارتهم،
وقصبة ملكهم، وكان السلطان «غياث الدين محمد» الذى تُوفى فى
عام (599هـ = 1202م) من أعدل وأعظم حكام «الدولة الغورية»،
وكان شافعى المذهب ومع ذلك لم يحمل الناس على اتباع مذهبه،
وقرَّب إليه الشعراء والعلماء، ونبغ منهم الكثيرون فى عهده.