وظلت أسرته تحكم أكثر من ستين عامًا، أى إلى سنة (1210هـ =
1796م)، وقد اتسم حكم «نادر شاه» بالسطوة والعنف ضد الرعية،
مما أسرع بقتله على يد أحد ضباطه، فأدى ذلك بدوره إلى ظهور
«الزنديين»، وأصبح زعيمهم «محمد كريم خان» شاه «إيران» فى
سنة (1163هـ = 1750م)، ولكن هذه الأسرة لم تستطع مد نفوذها إلى
«خراسان» التى كانت فى قبضة «شاه رخ» الأفشارى، وبقيت هذه
الأسرة الزندية فى الحكم مدة خمسين عامًا، حتى قُتل آخر حكامهم
«لطف على» على يد «آقا محمد القاجارى» فى الرابع عشر من
المحرم عام (1211هـ = 1799م)، فظهرت الأسرة القاجارية.
ج - الأسرة القاجارية:
هى إحدى الأسر المغولية، وانتشر أفرادها فى البلاد الإسلامية،
وأقاموا بصفة خاصة بأرمينية، واقتصر دورهم فى عهد الشاه
«إسماعيل الأول الصفوى» على تقديم العون إلى الصفويين، حيث
اتخذ منهم جنودًا لمواجهة شر القبائل المهاجمة لحدوده، فازدادوا
بذلك قوة ونفوذًا، ثم استطاع «آقا محمد خان» توحيد فروع قبيلته
بالقوة والعنف حتى تمكن من الاستيلاء على «طهران» فى سنة
(1193هـ = 1779م)، ثم أقام «الدولة القاجارية»، وأصبح أول
ملوكها، وأطلق على نفسه لقب ملك «إيران» فى عام (1211هـ =
1796م)، وقضى على «الزنديين»، وحقق السيطرة الكاملة على
«إيران» و «جورجيا»، ثم خلفه «فتحعلى شاه» فى الفترة من
(1212هـ = 1797م) إلى (1250هـ = 1834م)، وامتاز عصره بالهدوء
النسبى، وإن تخللته بعض الاضطرابات والمشاكل السياسية.
العلاقات الخارجية:
دفع الأفاغنة «الشاه طهما سب الثانى الصفوى» إلى الاستعانة
بروسيا، وإلى عقد معاهدة مع قيصرها «بطرس»، وتخلت «إيران»
بموجبها رسميا عن «دربند»، و «باكو»، والسواحل الجنوبية لبحر
«مازندران» حتى «استراباد»، فتحقق لروسيا حلم الوصول إلى هذه
المناطق، وأطمعها ذلك فى شمال البلاد حين نشب الصراع على
السلطة بين الصفويين والأفاغنة، ولعل ذلك هو الذى دفع العثمانيين