الفاصل لهجمات القبائل المغولية على «الدولة الخوارزمية»، التى
فصلها «نهر سيحون» عن ممتلكات القراخطائيين.
رابعًا: الدولة الخوارزمية:
وحكمت فيما وراء «نهر سيحون»، وكانت الدولة الإسلامية الوحيدة
بين دول هذه المنطقة، وقد بسطت هذه الدولة حكمها على «إيران»
كلها تقريبًا، وشاركها فى حكم البلاد الفارسية دولة قوية أنشأها
«الإسماعيلية» فى المنطقة الواقعة جنوب بحر «قزوين» فى عام
(483هـ)، ثم بسطت حكمها على أجزاء أخرى من إيران.
وإلى جانب ذلك كان هناك مجموعة من قبائل البدو الرحَّل فى
أقصى الشمال على حدود «سيبيريا المغولية»، وفى إقليم
«السهوب» شمالى صحراء «جوبى»، وكانوا أشبه بخلية النحل من
حيث كثرة تحركاتهم وتنقلاتهم من مكان إلى مكان، وتمتعهم بصفات
بدنية تتناسب مع البيئة التى عاشوا فيها، حيث كانت تجتاحها الرياح
الثلجية فى الشتاء، والملتهبة الحرارة خلال الصيف القصير. وكانت
هذه القبائل تنقسم إلى مجموعات لاحصر لها؛ تتفاوت فيما بينها من
حيث عدد أفرادها، ومناطق نفوذها، وأشهر هذه القبائل:
1 - قبائل التتار: وهى من أشد قبائل الجنس الأصفر وحشية وجبروتًا،
وتعيش فى صراع دائم فيما بينها، كما كانت خاضعة فى أغلب
الأوقات لحكام «الصين الشمالية» من أفراد أسرة «كين»، وقد
عاشت هذه القبائل حياة متدنية للغاية، ولبس أفرادها جلود الكلاب
والفئران وغيرها من القوارض، كما أكلوا من لحومها. وكانوا من ألد
أعداء المغول، ويناصرون الثائرين عليهم، فلما أصبح «جنكيزخان»
قائدًا للمغول تمكن من القضاء على قبائل التتار، ولم ينجُ منهم إلا
عدد قليل، وعلى إثر ذلك أطلق اسم «التتار» على «جنكيزخان»
وأتباعه من المغول تيمنًا بما فعلوا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أطلق
عليهم اسم «المغول» أيضًا، فعرفوا بالاسمين معًا.
2 - قبائل كرايت: وكانت تسكن الواحات الشرقية الداخلية لصحراء
«جوبى»، وامتدت مساكنهم حتى «سور الصين العظيم»، وظلت