عدة أشهر بلا فائدة، فتم الاتفاق بين الفرنج و «أسد الدين» على
تسليم «الإسكندرية» لشاور مقابل حصول «أسد الدين» على خمسين
ألف دينار وانسحاب الفرنج من «مصر».
وتطورت الأحداث فى «مصر» بصورة خطيرة، فقد حاول ملك «بيت
المقدس» «أملريك» السيطرة على «مصر» بمعاونة «شاور»،
فاستولى على «بلبيس» فى (صفر 564هـ = نوفمبر سنة 1168م)
وتوجه إلى «القاهرة» وحاصرها، مما دفع الخليفة الفاطمى
«العاضد» إلى أن يستغيث بالسلطان «نور الدين محمود»، الذى
أرسل إليه حملة بقيادة «أسد الدين شيركوه» ومعه ابن أخيه «صلاح
الدين»، فرفع الفرنج الصليبيون حصارهم عن «القاهرة» وتركوا
«مصر» قبل وصول جيش «أسد الدين شيركوه»، فأصبح الطريق
ممهدًا أمام «أسد الدين»، ودخل «القاهرة» فى (7 من ربيع الآخر
سنة 564هـ = 8 من يناير 1169م)، وقتل «شاور» بإذن من الخليفة
«العاضد» فى (17 ربيع الآخر سنة 564هـ = 18 من يناير سنة 1169م)
وأصبح «أسد الدين شيركوه» وزيرًا للخليفة «العاضد»، وبعد وفاته
فى (22 من جمادى الآخرة سنة 564هـ) تولى ابن أخيه «صلاح
الدين» الوزارة ولقبه «العاضد» بالملك الناصر، فانتهى نفوذ
الفاطميين الفعلى فى «مصر» وأصبحت خلافتهم شكلية فقط.
وعقب تولى «صلاح الدين» الوزارة، بدأ يمهد الأمور للقضاء التام
على النظام الفاطمى فى «مصر»، فاستقل بالأمور، ومنع الخليفة
«العاضد» من التصرف فى شئون البلاد، ثم عزل قضاة «مصر»
الشيعة سنة (566هـ = 1171م)، وعين «عبدالملك بن درباس» من كبار
فقهاء الشافعية فى منصب «قاضى القضاة»، وأوقف الأذان بحى
على خير العمل فى ديار «مصر» كلها، وهى العبارة التى تقحمها
الشيعة فى صيغة الأذان المعروفة.
وفى (الجمعة الثانية من شهر المحرم سنة 567هـ = سبتمبر سنة
1171م) أمر «صلاح الدين» خطباء «مصر» بقطع الخطبة للعاضد وأن
يخطبوا للخليفة العباسى المستضىء، وبذلك سقطت الخلافة الفاطمية