وبدأ يجمع حوله عددًا من الأنصار الساخطين على الأوضاع فى دار

الخلافة، واستطاع الاستيلاء على «الموصل» سنة (448هـ = 1056م)،

وخطب فيها للخليفة «المستنصر الفاطمى»، ثم مد نفوذه إلى

«الكوفة» و «واسط»، وأغرى «إبراهيم ينَّال» - وهو أخو «طغرل»

لأمه - بالانشقاق على أخيه ليضمن انشغاله عنه بفتنة أخيه.

وقد أمد «المستنصر الفاطمى» «البساسيرى» بما يدعم موقفه

ويمكنه من مد نفوذه، فاستطاع فى (الثامن من ذى القعدة سنة

450هـ= السابع والعشرين من ديسمبر 1058م) أن يدخل «بغداد»

بجيوشه، ويخطب فيها للخليفة الفاطمى، وخضعت «بغداد» للخلافة

الفاطمية بمصر، واضطر الخليفة العباسى «القائم بأمر الله» ووزيره

«ابن المسلمة» أن يضعا نفسيهما تحت حماية أحد أعوان

«البساسيرى»، واسمه «قريش بن بدران»، فطلب «البساسيرى» من

«قريش» تسليمه «ابن المسلمة»، فقتله شر قتلة فى (أواخر ذى الحجة

سنة 450هـ = يناير 1059م)، وقام «قريش» بتسليم الخليفة العباسى

إلى ابن عم له بنواحى «الأنبار» فآواه وقام بجميع ما يحتاج

إليه مدة سنة كاملة.

وحاول «البساسيرى» مد سلطانه على مدن «العراق» ما أمكنه ذلك،

فاستولى على «البصرة»، وأوشك الأمر أن يستتب للفاطميين

بالعراق لولا أن «المستنصر» شك فى نيات «البساسيرى» وحقيقة

مخططاته، فمنع عنه عونه وتأييده؛ مما كان له أثره السيئ على

موقفه فى مواجهة «طغرل بك»، الذى نجح فى القضاء على ثورة

أخيه «إبراهيم ينَّال»، وقبض عليه وقتله فى (التاسع من جمادى

الآخرة سنة 451هـ = يوليو سنة 1059م).

وعندما اقتربت جيوش السلطان السلجوقى «طغرل بك» من «بغداد»

هرب «البساسيرى» فى اتجاه «الكوفة» فى (6 من ذى القعدة سنة

451هـ = 14 من ديسمبر 1059م)، وسيطر «طغرل بك» على «بغداد»

بسهولة، بعد عام كامل من سيطرة «البساسيرى» عليها، وأعاد

الخليفة «القائم بأمر الله» مكرَّمًا إلى دار الخلافة فى (25 من ذى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015