كتاب ألَّفه شهاب الدين أحمد بن محمد المقَّرى، الذى وُلِد فى
مقَّرة بالجزائر قبل سنة (1000هـ). تولى خطابة مسجد القرويين
والإفتاء بالجزائر حتى سنة (1027هـ)، ورحل إلى مصر، ومكة
وبيت المقدس ودمشق، وتُوفِّى سنة (1041هـ). وقد قسم المقرى
الكتاب قسمين: القسم الأول: يضم ثمانية أبواب: الأول: فى وصف
جزيرة الأندلس ومحاسنها ومآثرها وبلدانها. والثانى: فى فتح
الأندلس وتاريخها فى عهد الولاة قبل بنى أمية. والثالث: فى
وصف مكانة الإسلام، وجهاد أهله ضد الكفار. والرابع: ذكر فيه
قرطبة وجامعها الأموى ووصف متنزهاتها ومصانعها. والخامس:
فى التعريف بمن رحل من الأندلسيين إلى بلاد المشرق.
والسادس: ذكر فيه بعض الوافدين على الأندلس من أهل المشرق.
والسابع: تحدث فيه عما امتاز به أهل الأندلس من الذكاء وطلبهم
للعلم. والثامن: ذكر فيه غلبة الكفار على أهل الإسلام، وما قيل
فى ذلك من شعر. القسم الآخر: وفيه يُعرف بلسان الدين بن
الخطيب. وقد قسمه إلى ثمانية أبواب، وهى: الأول: فى ذكر
أولية لسان الدين بن الخطيب وأسلافه. والثانى: فى نشأته
وترقيه ووزارته ونجاحه، وما واجهه من محن ومكائد. والثالث:
فى ذكر شيوخه. والرابع: فى مخاطبة الملوك وثناء أهل عصره
عليه. والخامس: فى ذكر جملة من أشعاره وأزجاله وموشحاته.
والسادس: عبارة عن مصنفاته فى ألَّفنون ومؤلفاته المتعددة.
والسابع: فى ذكر تلامذته الذين ورثوا العلم عنه. والثامن: فى
ذكر أولاده. ولم يقتصر الكتاب على ذلك، بل حشد فيه المقرى
كثيرًا من المعلومات التاريخية والاجتماعية والأدبية التى نقلها
عن كتب مختلفة أكثرها مفقود؛ مما يجعل للكتاب أهمية كبيرة.
وقد طبع الكتاب بمصر فى مطبعة بولاق سنة (1862م) فى أربعة
أجزاء، كما طبع بمطبعة السعادة بمصر أكثر من مرة، فى
عشرة أجزاء، بتحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد.