كتاب ألَّفه أبو محمد القاسم بن على الحريرى. وُلِد فى مَشان
قرب البصرة سنة (446هـ) وتُوفِّى سنة (516هـ). وعدد مقامات
الحريرى خمسون مقامة، اقتفى فيها الحريرى آثار بديع الزمان
الهمذانى. وتدور موضوعاتها حول الاحتيال بطرق شتى. وتتخذ
المقامة تارة شكلاً أدبيًّا وفكاهيًّا، كما فى المقامة القطيعية
والمقامة الواسطية، وتارة أخرى شكلاً مجونيًّا، كما فى المقامة
الرجبية. وراوى المقامات هو الحارث بن همام، رجل رحالة، عزيز
النفس، بعيد عن مسالك اللصوصية. وبطلها هو أبو زيد
السروجى، من أهل الكدية الذين احترفوا التسول. وقد حفلت
المقامات بالكنايات والأحاجى النحوية والمسائل الفقهية والغريب
من الألفاظ. واستحدث الحريرى فيها فنونًا من أساليب العبث
اللغوى، فاستخدم ما لا يستحيل بالانعكاس. وعبارة مقامات
الحريرى بليغة وقصيرة، وتتقطع تقطيعًا موسيقيًّا. وقد عُنى
العلماء بمقامات الحريرى عناية كبيرة؛ فشُرحت شروحًا كثيرة،
أهمها: شرح المطرزى وشرح العكبرى وشرح الشريشى،
وترجمت مقامات الحريرى إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية
والتركية والفارسية وغيرها.