حصن رومانى قديم، توجد بقاياه الآن فى مصر القديمة بجوار
كنيسة مارجرجس. واختلف فى تاريخ بناء هذا الحصن، فقيل: إن
جماعة من أسرى بابل هم الذين بنوه، والبعض يَنسِب بناءه إلى
عهد الإمبراطور الرومانى تراجان سنة (100م) إذ بناه للدفاع عن
مصر، وكان هذا الحصن قبل الفتح الإسلامى مفتاح مصر العليا
والسفلى، ونظرًا لمكانة الحصن وأهميته ظل يحمل الاسم نفسه
منذ إنشائه حتى الآن؛ بفضل موقعه المنيع، وقوة حصونه،
وسيطرته على مفترق الطرق؛ فقد كان يحيط بهذا الحصن سور
يبلغ سمكه (18) قدمًا وارتفاعه فى بعض الأماكن (60) قدمًا.
وهذا الحصن يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وترتفع على
أسواره أبراج محصنة، ويتصل من جهة الغرب بالنيل بواسطة
باب حديدى؛ حيث ترسو السفن، وإلى الغرب من هذا الحصن تقع
الروضة التى كانت محصنة هى الأخرى، وكان يحيط بالحصن
خندق عليه قنطرة متحركة، لاتُفتح إلا من الداخل، وكان هذا
الخندق يمتلئ بالماء عند الحاجة أو وقت الفيضان، وكان يقع
على مقربة من حصن بابليون حصن آخر هو حصن أم دنين الذى
كان يُعدُّ مركزًا حربيًّا مساعدًا لحصن بابليون. واستطاع عمرو بن
العاص - رضى الله عنه - فتح هذا الحصن، بعد حصار دام سبعة
أشهر فى سنة (21هـ). وكان فى هذا الحصن حامية بلغ عددها
(25) ألف مقاتل، وكان عدد المسلمين (7) آلاف جندى، بالإضافة
إلى (8) آلاف جندى آخرين أرسلهم الخليفة عمر بن الخطاب -
رضى الله عنه - للمساعدة على فتح مصر. وبعد الفتح تراجعت
أهمية هذا الحصن؛ بسبب انحسار النيل عنه، وبناء الفسطاط،
وارتفاع الأرض من حوله. وقد اهتمت به الحكومة المصرية،
ورممته سنة (1902م).