فى نهر الفرات، وظل مختفيًا خلال عبوره أراضى بلاد الشام،
و (مصر (إلى أن ظهر فى (إفريقية (، وحاول حاكم (إفريقية ((عبد
الرحمن بن حبيب (الإمساك به، ولكن (عبد الرحمن (نجح فى
الهرب والفرار إلى (المغرب الأقصى (؛ حيث أخواله من
البربر. وقد أفاد (عبد الرحمن (من الصراعات القبلية القائمة بين
العرب فى (الأندلس (، واستمال إليه الجند اليمنية، والعرب
الناقمين على الوالى (يوسف الفهرى (، وعبر إلى بلاد الأندلس،
وتجمع حوله الأنصار، وسار زاحفًا إلى مدينة قرطبة؛ حيث التقى
مع قوات (يوسف الفهرى (فى معركة (المصارة (، سنة
(138هـ=755م)، التى انتهت بانتصار (عبد الرحمن (ومن معه،
وهروب كل من (الصميل بن حاتم (،و (يوسف الفهرى (، زعيمى
الأندلس فى ذلك الوقت، ودخل (عبد الرحمن ((قرطبة (،وعُرِف منذ
ذلك الحين بعبد الرحمن الداخل. حكم (عبد الرحمن ((الأندلس ((34)
عامًا. واجه خلالها كثيرًا من المصاعب، كان أوَّلها: القضاء على
الزعامات المحليَّة القديمة التى دخلت معه فى حروب كثيرة،
انتهت جميعها لصالحه. ومن أخطر المشاكل التى واجهت (الداخل (:
محاولات (العباسيين (-بقيادة الخليفة (أبى جعفر المنصور
(-القضاء عليه، واسترداد (الأندلس (إلى حوزة الخلافة الإسلامية
التى غدت (بغداد (عاصمتها فى ذلك الحين. وتمثلت أولى
محاولات العباسيين للقضاء عليه فى الدعوة التى تزعمها (العلاء
بن مغيث اليحصبى (، الذى دعا لأبى جعفر المنصور، وحقَّق
نجاحًا كبيرًا، ولكن (عبد الرحمن (تمكن من هزيمته، وقتله،
وإرسال رءوس كبار جنده ليُلقى بها فى طريق أبى جعفر
المنصور وهو يؤدِّى فريضة الحج، وبعد ذلك لقَّبه (المنصور (بصقر
قريش (.وتمثَّلت الثورة الخطيرة الثانية فى التحالف الذى جمع بين
(سليمان الأعرابى (،والى (برشلونة (،و (العباسيين (، و (شارلمان (،
ملك الفرنجة، فى محاولة لخلع (عبدالرحمن الداخل (، الذى نجح