وتشمل: الفلسفة والهندسة وعلم النجوم والموسيقى والطب والكيمياء
والتاريخ والجغرافيا.
وقامت المساجد بدور فعَّال فى نشر الثقافة الإسلامية؛ حيث كانت
تكتظ بحلقات العلم والدرس، وبخاصة العلوم الشرعية التى ازدهرت
فى العصر العباسى، ونشأت فى كنف علمى التفسير والحديث، ولم
يكن الحديث مقصورًا على أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وإنما ضم أيضًا ما كان مأثورًا عن الصحابة، ومن أشهر رجال الحديث
فى ذلك العصر: «حماد بن سلمة» المتوفى سنة (165هـ)، و «سفيان
بن عيينة» بمكة المتوفى سنة (198هـ)، و «وكيع بن الجراح»
بالكوفة المتوفىسنة (196هـ)، و «عبدالله ابن المبارك» المتوفى سنة
(181هـ)، و «سفيان الثورى» بالكوفة المتوفى سنة (161هـ)،
و «عبدالرحمن الأوزاعى» بالشام المتوفى سنة (157هـ)، و «عبدالملك
بن جريح» المتوفى سنة (150هـ)، و «معمر بن راشد» باليمن
(153هـ)، و «سعيد بن أبى عروبة» بالبصرة المتوفى سنة (156هـ)،
و «مالك بن أنس» بالمدينة.
ومن أبرز المؤلفات فى هذا المجال: كتاب «الموطأ» الذى ألفه الإمام
«مالك بن أنس» إمام دار الهجرة (المدينة المنورة) بناءً على طلب
«المنصور»، فيروى أن الخليفة «أبا جعفر المنصور» قابل الإمام
«مالكًا» فى موسم الحج، وكلَّمه فى مسائل كثيرة من العلم، ثم قال
له: يا «أبا عبدالله» لم يبقَ فى الناس أفقه منى ومنك، وإنى قد
شغلتنى الخلافة فاجمع هذا العلم ودونه ووطئه للناس توطئة، وتجنب
فيه شدائد «عبد الله بن عمر»، ورُخَص «عبدالله بن عباس»، وشواذ
«عبدالله بن مسعود»، واقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه
الأئمة والصحابة رضى الله عنهم. فاعتذر الإمام «مالك»، فلم يقبل
«المنصور» منه، فوضع «مالك» كتاب «الموطأ».
ولم تظهر الطريقة المنظمة فى التفسير إلا فى العصر العباسى الأول؛
حيث كان قبل ذلك غير منظم ويقتصر على تفسير آيات صغيرة غير
مرتبة حسب ترتيب السور والآيات باستثناء تفسير ابن عباس.