الدينية مثل تفسير القرآن، وعلم الحديث، والفقه، وكذلك اهتم
الحفصيون بالعلوم العقلية مثل: المنطق والكيمياء والفلك
وغيرها. وساهمت المكتبات - التى زُوِّدت بالكتب فى شتى
فروع المعرفة- فى تنشيط الحركة الثقافية بالبلاد، وكذا ساهمت
المجالس العلمية، التى شجعها بعض الحكام الحفصيين فى إثراء
النشاط العلمى ودعمه. وقد أثمرت هذه الحركة الثقافية
المزدهرة مجموعة من العلماء البارزين فى شتى فروع العلم
والمعرفة، فكان من الفقهاء «أبو عبدالله محمد بن عرفة»
المتوفى عام (802هـ= 1399م)، ومن المحدثين: «أبو بكر بن سيد
الناس» المتوفى عام (659هـ= 1261م)، ومن النحويين: «أبو
الحسن على بن موسى» المعروف «بابن عصفور» المتوفى عام
(969هـ= 1561م)، ومن الشعراء: «حازم القرطاجنى» المتوفى
عام (684هـ= 1285م)، و «ابن الأبار» المتوفى عام (662هـ=
1264م). وقد أسهم هؤلاء وغيرهم فى دعم المعرفة، وتنشيط
الثقافة، ومؤازرة الحركة الفكرية فى دولة «بنى حفص».