والعلماء، وحفيا بالثقافة، كما كان عادلا وتقيا وورعًا، فاشتهر
بسلوكه الحسن وسيرته الطيبة بين الرعية. ولى «شاهرخ»
أملاك «الدولة التيمورية» فيما عدا «سوريا» و «العراق العربى»،
فقام بإصلاحات كثيرة فى البلاد، وشيد المبانى، وبنى المدارس
الكثيرة فى «بخارى» و «سمرقند»، وأنشأ مرصده الشهير، ثم
خلفه ابنه «أولوغ بك» على العرش، وقتله ابنه «عبداللطيف بن
أولوغ» فى سنة (853هـ = 1449م)، ثم قُتل هو الآخر من بعده،
ولم يستفد، من قتل أبيه، وتمكن «أبو سعيد ميرزا» من
الاستيلاء على الحكم بسمرقند فى سنة (854هـ = 1450م)، ثم
تولى من بعده «أحمد» فى سنة (872هـ = 1467م)، ثم من بعده
«محمود» فى سنة (899هـ = 1493م)، ولم يلبث بالحكم سوى
عام واحد فقط، ثم حدثت الاضطرابات فى سنة (906هـ =
1500م)، وقضى «الشيبانيون» على «الأسرة التيمورية» فيما
عدا «ظهير الدين بابر» الذى فر إلى «الهند»، وتمكن بعد ذلك
من تأسيس دولة عظيمة بها. لم يشهد العهد التيمورى ازدهارًا
فى مناحى الحياة كافة مثلما حدث فى عصر «شاهرخ»؛ الذى
يعد من أكثر حكام «إيران» ثقافة وذكاءً ومعرفة، فقد جعل من
«هراة» مركزًا ثقافيا لأواسط آسيا، وتبوأ المهندسون
والمعماريون والرسامون والشعراء والعلماء مكانة بارزة فى
بلاده، وأغدق عليهم بالعطايا، وتولى رعايتهم بنفسه، فشهدت
البلاد فى عصره نهضة حضارية فى كل الفنون ومختلف
التخصصات، ويعد مسجد «جوهر شاد» (12) من أبرز إنجازات هذا
العصر، وظل العمل فى بنائه اثنى عشر عامًا فى الفترة (808 -
820هـ = 1405 - 1417م)، وقد أقيم تكريمًا لزوجته - التى حمل
المسجد اسمها - بمدينة «مشهد». وكذلك بنى المعمارى «قوام
الدين الشيرازى» مدرسة كبيرة - بتكليف من شاهرخ- بمنطقة
«خركرد» التى تقع إلى الغرب من «هراة»، وتقع حاليا فى
شرقى «إيران»، ثم خلف «ألوغ بيك» أباه على العرش، فكانت
فترة حكمه قصيرة، ومع ذلك فقد حرص خلالها على رعاية