ونقل عاصمة دولته من «قزوين» إلى «أصفهان»، وأعاد الحكم
المركزى إلى «الدولة الصفوية»، على الرغم من الصعوبات
والحروب الكثيرة التى اعترضت سبيله، ونجح فى إقرار أمن
بلاده وتأمين رعيته؛ واتخذ مجلسًا لبلاطه ضم سبع أشخاص
بسبعة وظائف هى: «اعتماد الدولة» - «ركن السلطنة» - «ركن
الدولة» - «كبير الياوران» - «قائد حملة البنادق» - «رئيس
الديوان» - «كاتب مجلس الشاه»، وبالرغم من وجود هذا المجلس
كان هو صاحب القرار الأول والأخير فى الدولة. ثم توالى على
حكم «الدولة الصفوية» - عقب وفاة الشاه «عباس الصفوى» -
شاهات ضعاف؛ أدى الصراع فيما بينهم على السلطة إلى ضعف
الدولة، فضلا عن أن ذلك أعطى الفرصة للأعداء الخارجيين الذين
كانوا متربصين بالدولة، وبخاصة الأتراك العثمانيون، لغزوها
ومحاولة السيطرة عليها. وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من
الرحالة الأوربيين الذين وفدوا على بلاط الصفويين؛ وصفوا مدى
الأبهة والعظمة التى وفرها الصفويون فى بلاطهم، ولعل أبرز ما
كان يميز هذا البلاط هو سيطرة رجال الدين واتساع نفوذهم،
حتى بات أمر الدولة كله فى أيديهم، نظرًا إلى أنها دولة
مذهبية، اتخذت من الدين أساسًا لقيامها، والدعوة إلى مذهبها.
بدأ نجم «الدولة الصفوية» فى الأفول عقب وفاة الشاه «عباس
الصفوى»، وحكمها «صفى الأول» عام (1038هـ= 1629م)، ثم
«عباس الثانى» عام (1052هـ = 1642م)، ثم «سليمان الأول» عام
(1077 هـ = 1667م)، ثم «حسين الأول» عام (1105هـ = 1694م)،
ثم «طهما سب الثانى» (1135هـ= 1722م) ثم «عباس الثالث» الذى
حكم من عام (1144هـ = 1731م) إلى عام (1148هـ = 1736م).
وجميع هؤلاء الشاهات الصفويين لم تكن لديهم الصفات التى
تمتع بها الشاه «عباس الأول»، وبدت الأمور أمامهم مجرد مظاهر
ملكية يجب الحفاظ عليها، ونسوا أمور بلادهم، فضعفت الدولة،
وضاعت هيبتها، وسقطت أجزاؤها واحدة تلو الأخرى، فضاعت