مسلم الخراسانى»، وكان مسموع الكلمة عند الخراسانيين، فأعلن
الثورة المسلحة على الأمويين فى «خراسان» سنة (129هـ)، وزحف
بقواته إلى الغرب مكتسحًا قوات الأمويين حتى إذا وصل إلى
«العراق»، أوقفه العباسيون، وأسندوا القيادة إلى «قحطبة
الطائى»، وهو قائد عربى، ولم يشاءوا أن يقتحم «أبو مسلم»
بقواته «العراق»، حتى لا يثيروا مشاعر العرب ضدهم، وهذا من براعة
الأئمة العباسيين فى القيادة وفهمهم لنفوس الشعوب.
واصل «قحطبة» عمله ضد قوات الأمويين فى «العراق» حتى قُتل،
فخلفه ابنه «الحسن بن قحطبة»، واستطاع أن يستولى على معظم
«العراق».
حدث ذلك كله والخليفة الأموى «مروان بن محمد» مشغول من رأسه
إلى قدميه فى مشكلات «العراق» و «الشام»، وفى إخماد الثورات
التى أشعلها ضده أبناء عمومته، فضلا عن ثورات الخوارج وقبل أن
ينتهى من ذلك كله داهمته قوات العباسيين، وألحقت به هزيمة
ساحقة على يد «عبدالله بن على بن عباس» فى موقعة «الزاب»
شمالى «العراق» فى شهر جمادى الأولى سنة (132هـ)؛ ففر من
المعركة، وأخذ يتنقل من مكان إلى آخر حتى وصل إلى «مصر»،
وهناك لاحقته الجيوش العباسية حتى قُتِل على يد «صالح بن على بن
عبدالله بن عباس» فى ذى الحجة سنة (132هـ).
وبمقتله انتهت الدولة الأموية فى المشرق، وقامت الدولة العباسية،
حيث بويع «عبدالله بن محمد» الملقَّب بأبى العباس السفاح بالخلافة
فى «الكوفة» فى ربيع الأول سنة (132هـ)، قبل مقتل «مروان بن
محمد» بشهور.
وسبحان الله القائل:
{قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء
وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير}.
[آل عمران: 26].