قوم عاد أقدم ألأقوام العربية البائدة، ويُنسبون إلى عاد بن
عوص بن أرم بن سام وقد ورد ذكر عاد فى القرآن الكريم فى
(24) موضعًا، واقترن ذكرهم باسم نبى الله هود، عليه السلام.
وتدل الآيات الكريمة التى وردت عن هؤلاء القوم وعن نبيهم،
على أنهم قد استكبروا فى الأرض بغير الحق واغتروا بقوتهم؛
فقد كانوا أشداء أقوياء، وزادهم الله تعالى - بسطة فى
الجسم. كما بلغوا شأوا من الحضارة لم يبلغه قوم أخرون من
معاصريهم فى المنطقة التى كانوا يسكنون فيها وانتهى أمرهم
إلى عبادة الأوثان، وترك عبادة الله الواحد القهار؛ ومن ثم
أرسل الله إليهم نبيه هود، عليه السلام؛ ينهاهم عن عبادة
الأوثان، ولينذرهم بعذاب عظيم غير أنهم كذبوا، واغتروا
بقوتهم. ونتيجة لذلك أنزل الله بهم العذاب الشديد، وكان أول
العذاب أن الله أصابهم بالجدب الشديد الذى استمر ثلاث سنوات،
فلم يفيقوا ويهتدوا، بل ظلوا على كفرهم وغيهم؛ فأرسل الله
عليهم ريحًا عاتية استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام، فلم تُبقِ منهم
أحدًا، بل تتبعهم حتى كانت تدخل عليهم كهوف الجبال
والمغارات فتبيدهم وتهلكهم وتدمر عليهم البيوت والقصور
المشيدة. ويذهب المؤرخون المسلمون إلى أن منطقة عاد تقع
فى الأحقاف إلى الشمال الشرقى من حضرموت فى جنوبى
الربع الخالى فى حين تتجه الآراء الحديثة إلى أن عادًا تقع فى
شمال الجزيرة العربية.