قبائل عربية أزدية يمانية، حكمت حوران والبلقاء والغوطة
ببلاد الشام، وأقامت مملكة عربية مسيحية بمساعدة الروم
البيزنطيين، كانت درعًا للروم تحميهم من هجمات الفرس وعرب
المناذرة. واسم الغساسنة - فى رأى البعض - مأخوذ من عين ماء
سقوا منها، اسمها غسان. ويعرف الغساسنة - أيضًا - بآل جفنة
نسبة الى أول ملك لهم، ويسمى جفنة بن عمرو. وقد استقر
الغساسنة - بعد ترحال - فى جنوب شرقى دمشق فى
أواخرالقرن الثالث الميلادى، ولم تكن لهم عاصمة محددة، فقد
كانت الجولان والجابية أهم حواضرهم، واعتنقوا المسيحية على
المذهب اليعقوبى، الذى ينادى بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح،
عليه السلام. وساند الغساسنة الروم فى حربهم ضد الفرس فى
مواقع كثيرة، وتعاظمت قوتهم وحاولوا الإفلات من سيطرة
الروم؛ لذلك وقع قتال بينهم وبين الروم، انتهى بأسر النعمان
بن المنذر، ملك الغساسنة، سنة (583 م) ونفيه إلى جزيرة صقلية.
وبذلك انفرط عقد القبائل الغسانية. واستغل الفرس ذلك واستولوا
على سوريا، وبيت المقدس سنة (613 م)، فقام الروم بتجميع
هذه القبائل مرة ثانية وتكوين مملكة لهم، على رأسها جبلة بن
الأيهم، الذى حارب المسلمين، ثم أسلم بعد ذلك وارتدَّ ومات
بأرض الروم. وكانت الغساسنة من أرغد العرب عيشًا، وكانت
لهم حضارة وكانوا يتكلمون اللغة الآرامية إلى جانب اللغة
العربية.