الفتح نهر «جيحون» لفتح بلاد «ما وراء النهر» (آسيا الوسطى).

الفتوحات الإسلامية في عهد يزيد:

- ولاية عقبة بن نافع الثانية:

أعاد الخليفة «يزيدُ بن معاوية» «عقبةَ بن نافع» مرة أخرى إلى

«شمالى إفريقيا»، فواصل جهود «أبى المهاجر»، وقام بحملته التى

اخترق بها الساحل كله فى شجاعة وجرأة حتى بلغ شاطئ «المحيط

الأطلسى»، وأوطأ أقدام فرسه فى مياهه، وقال قولته المشهورة:

«اللهم اشهد أنى قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت فى

البلاد، أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحدًا دونك».

وفى أثناء عودة «عقبة» من غزوته المظفرة تعرض لكمين نصبه له

البيزنطيون بمساعدة «كسيلة» زعيم «البربر»، الذى كان «عقبة» قد

أهانه، فبينما هو يسير فى عدد قليل من جنوده يبلغ زهاء ثلاثمائة

جندى انقضت القوات البيزنطية عليه وعلى من معه عند بلدة تهودة

فاستشهدوا جميعًا سنة (63هـ).

ومما أسهم فى وقوع الكارثة أن «عقبة» قد وقع فى خطأ عسكرى

كبير، إذ سرَّح معظم جيشه، وأمرهم بالسير أمامه، فابتعدوا عنه

لمسافة طويلة، مما جعل الجيش البيزنطى ينفرد به ويهزمه هزيمة

ثقيلة أضاعت كل الجهود التى بذلها المسلمون فى فتح تلك البلاد،

واضطر المسلمون إلى الارتداد إلى الخلف، ولم يستطيعوا الاحتفاظ

بالقيروان، وعادوا إلى «برقة».

ثم تسلَّم «زهير بن قيس البلوى» قيادة الجيش خلفًا لعقبة بن نافع

سنة (63هـ)، وعزم على الثأر من البيزنطيين و «البربر»، لكنه لم

يستطع أن يحقق هدفه إلا فى سنة (69هـ)، نظرًا لانشغال الدولة

الأموية بالأحداث والفتن الخطيرة التى حدثت فى الداخل بعد وفاة

«يزيد بن معاوية» سنة (64هـ).

الثورات في عهد يزيد بن معاوية:

- ثورة الحسين بن على:

لم يقم الشيعة بأى ثورة ضد «معاوية بن أبى سفيان»، طوال مدة

خلافته (41 - 60هـ)، وإنما اندلعت أولى ثوراتهم بقيادة «الحسين بن

على» فى خلافة «يزيد بن معاوية»، بعد أن رفض «الحسين» بيعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015