هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلى صحابى جليل،
من كبار الصحابة، ومن أكثرهم قربًا من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأسلم -
رضى الله عنه - مبكرًا وكان خادم الرسول وصاحب سره، وهو
أول من جهر بقراءة القرآن بمكة، وروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أحاديث
كثيرة بلغت (848) حديثاً، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة.
وقد آخى النبى - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الزبير بن العوام، وهو أحد العشرة
المبشرين بالجنة. وشهد - رضى الله عنه - بدرًا وأحدًا والخندق
وبيعة الرضوان وسائر المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذى
أجهز على أبى جهل فى بدر، كما شهد اليرموك بعد وفاة
النبى - صلى الله عليه وسلم -. وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة مع عمار بن ياسر
وكتب إلى أهلها: إنى قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرًا وعبد
الله بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب
الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أهل بدر فاقتدوا بهما وأطيعوا واسمعوا لهما، وقد
أثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسى. وقد تُوفِّى - رضى الله
عنه - سنة (32 هـ) عن عمر بلغ بضعًا وستين سنة.