«مروان» بعد بيعته أن يثبت جدارته بهذا المنصب وأهليته له،
بأن يسترد نفوذ «بنى أمية» وسلطانهم فى الشام، معقلهم
الرئيسى، الذى خضع معظمه لعبدالله بن الزبير، ومن ثم خاض
«مروان» مع أنصار «ابن الزبير» معركة كبيرة فى «مرج
راهط»، شرقى «دمشق» فى نهاية سنة (64هـ)، وكان النصر
فيها حليف «مروان»، وبداية الطريق لاستعادة الأمويين لدولتهم
التى كانت قاب قوسين أو أدنى من الزوال. ولم يضيع «مروان»
وقتًا بعد هذا الانتصار، فعاد إلى «دمشق»، حيث تلقى وفود
المهنئين والمبايعين. وبعد فترة قصيرة اطمأن فيها على
استقرار الأوضاع فى الشام، ترك ابنه «عبدالملك» فى «دمشق»
نائبًا عنه فى حكمها، وتوجه إلى «مصر» التى كانت تحت حكم
«عبدالله بن الزبير»، فاستردها بسهولة، وأقام بها نحو
شهرين، رتَّب فيها أوضاعها، وعيَّن ابنه «عبدالعزيز» واليًا
عليها، وعاد هو إلى «دمشق»، ليستأنف صراعه مع «ابن
الزبير»، لكن الموت عاجله سنة (65هـ) بعد حكم دام عشرة
شهور.