هو «أبو على منصور الحاكم بأمر الله» الفاطمى، بويع له
بالخلافة وهو فى الحادية عشرة من عمره، وعين أستاذه
«برجوان» التركى وصيا عليه؛ لذا لم يكن للحاكم من أمره شىء
حتى تم القضاء على الوصى، وحل محله «ابن عمار الكتامى»
المغربى وصيا ووزيرًا، فاستبد بالأمر، ولم يسلم من شره أحد،
سواء كان من الشيعة أو من السنة أو من أهل الذمة، وكذلك
ساءت سيرته بين الجند، فنشب القتال فى شوارع «القاهرة»
و «الفسطاط»، وطالب الجميع بحياة «ابن عمار»، ولكنه اختفى،
وأصبح زمام الأمور فى يد «الحاكم»، وهو بعد فى الخامسة
عشرة من عمره، وأنشأ المرصد الحاكمى على سفح المقطم،
وقد روى المؤرخون مواقف غريبة تدل على غرابة أطواره.
حاولت «ست الملك» أخت «الحاكم بأمر الله» ردعه عما يفعل،
لكنه أبى أن يرتدع، فدبرت مع «سيف الدولة بن دواس الكتامى»
أمر قتله، فلما تم ذلك فى عام 411 هـ، حمل جثمانه إليها،
فدفنته فى مجلسها.