ولغة الحياة اليومية، وسرعان ما انتشرت هذه اللغة فى شرق ووسط
إفريقيا نظرًا لغناها ومرونتها.
ولاشك أن انتشار اللغة السواحيلية بين السكان الأصليين، بجانب
اللغة العربية التى كانت لغة الطبقة العربية الحاكمة، كان له أثره
الكبير فى نشر الإسلام وثقافته بين القبائل الإفريقية التى تقيم على
الساحل، وتلك التى تقيم حول طرق القوافل الرئيسية مما جعل اللغة
السواحيلية عاملا قويا فى توحيد السكان فى هذه المنطقة من القارة
على اختلاف ألوانهم وتباين لغاتهم وتعدد قبائلهم وشعوبهم
وأجناسهم، مما أدى إلى ظهور ثقافة مشتركة هى الثقافة
السواحيلية التى غلبت عليها السمة العربية.
ومن ثم فقد ساعد ذلك كثيرًا على انتشار الإسلام بين السكان
المحليين وتطعيم ثقافتهم بعناصر عربية كثيرة، خاصة أن هذه اللغة
كتبت بحروف عربية، واستمرت كذلك حتى جاء الاستعمار الأوربى
الحديث وحوَّلها إلى الكتابة بالحروف اللاتينية بهدف إيجاد فاصل بين
الثقافة الإسلامية والثقافة السواحيلية الحديثة. وعندما كانت
السواحيلية تكتب بحروف عربية دخلها كثير من الألفاظ العربية، وقد
قدر عدد هذه الألفاظ بحوالى عشرين بالمائة من لغة التخاطب،
وثلاثين بالمائة من السواحيلية المكتوبة، وخمسين بالمائة من لغة
الشعر السواحيلى القديم، كما أن العرب غرسوا فى السواحيليين حب
الأدب وفنون الشعر وخرج منهم شعراء وخطباء مطبوعون، وأصبح
لهم أدب يعتزون به، وتكوَّن تراث كبير من الشعر والنثر السواحيلى
مكتوب بالحروف العربية يشتمل على أعمال دينية ودنيوية، حتى
إنهم عرفوا الشعر الغنائى (المشارى) منذ زمن بعيد يعود إلى ما قبل
عام (545هـ = 1150م) ومازالوا ينظمونه، كما كتبوا شعر الملاحم
المعروف باسم «التندى».
كذلك مهدت اللغة السواحيلية السبيل أمام ظهور شعب جديد هو
الشعب السواحيلى، وقد ساعد فى تكوين هذا الشعب ميل
المستوطنين العرب إلى السلم وحبهم للسكون والاستقرار، فإن