نحوه فقال: ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) .
ثم قال: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) ، فذكر مقالتهم الرابعة في القرآن، وهي طعنهم في معجزته، وقول بعضهم للنّبي (ص) : يا محمد، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء فقرأه، وفجّر لنا أنهارا، نتّبعك ونصدقك. فذكر لهم أنه سبحانه لا ينسخ آية من آيات الرسل أو ينسيها باية أخرى إلّا كانت الأخرى خيرا من الأولى أو مثلها، وأنّه هو الذي يتصرف في تلك الآيات كيف يشاء بما له من ملك السماوات والأرض، وأنّه لا شريك له في ذلك الملك، ثم وبّخهم وذكر أنهم يتعنّتون بسؤال هذه الآيات كما تعنت أسلافهم على موسى بسؤال مثلها، ثم حذّر المؤمنين من انخداعهم بتعنّتهم في ذلك، وذكر أنّهم يودّون به أن يردّوهم كفارا حسدا لهم على إيمانهم، وأمرهم أن يعفوا ويصفحوا حتى يأتيهم بأمره فيهم، إنّ الله على كل شيء قدير وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) .
ثم قال تعالى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (111) فذكر مقالتهم الخامسة، وهي قول اليهود والنصارى كما ورد في التنزيل: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى لأنه لا دين إلّا دينهم. وقد ردّ عليهم بأنّ تلك أمانيّ لا دليل عليها، وبأنّ كل من آمن به وأحسن في عمله فله أجره عنده لو لم يكن يهوديا أو نصرانيا، وبأنّ كلّا من اليهود والنصارى يطعن في دين الاخر، ولا يسلّم بأنّه يدخل الجنّة، مع أنّهم جميعا يتلون التوراة، وبأنّ المشركين الذين لا علم عندهم يزعمون أيضا أنّ الاخرة لهم، وبأنّهم