نزلت سورة الأنعام بمكّة بعد سورة الحجر، وقد نزلت سورة الحجر بعد ثلاث سور من سورة الإسراء، وكان الإسراء، قبل الهجرة إلى المدينة بسنة، فتكون سورة الأنعام من السور التي نزلت بين الإسراء والهجرة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لأنه فصّل فيها حكم الأنعام من الإبل، والبقر، والضأن، والمعز، وتبلغ آياتها خمسا وستين ومائة آية.
نزلت سورة الأنعام دفعة واحدة في ذلك الزمن السابق، وتمتاز بطولها على كل السور المكّيّة ما عدا سورة الأعراف، فكان لها شأنها في ذلك حين نزولها، وقد اهتم النبي (ص) بها، فدعا الكتّاب فكتبوها من ليلتهم والغرض منها، إثبات التوحيد والنبوّة، ودحض مذاهب المبطلين والملحدين، وإبطال ما ابتدعوه من تحليل الحرام، وتحريم الحلال من الطيّبات، تقرّبا لأصنامهم وبهذا ينحصر الغرض منها في هذين المقصدين. وقد ابتدئت بإثبات التوحيد والنبوّة، تمهيدا لمناظرة المشركين فيهما وختمت ببيان أن النبي (ص) ليس في شيء منهم بعد أن قام بإبطال شبهاتهم، وأن ما أتاهم به من التوحيد هو دين أبيهم إبراهيم (ع) وأن الله سبحانه وتعالى ما كان ليتركهم