نزلت سورة «الكافرون» بعد سورة الماعون، ونزلت سورة الماعون، فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة «الكافرون» في ذلك التاريخ أيضا. وكان رهط من قريش ذهبوا إلى النبي (ص) فقالوا له: يا محمد، هلمّ اتّبع ديننا ونتّبع دينك.
فنزلت هذه السورة في شأنهم.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (?) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وتبلغ آياتها ست آيات.
الغرض من هذه السور متاركة الكفار، بعد أن ذهبت السورة السابقة في دعوتهم كلّ مذهب، فهي كالختام للسور التي ذكرت قبلها، وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.
قال الله تعالى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (?) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) فأمر النبي (ص) أن يخبرهم بأنه لا يعبد ما يعبدون، وأنهم لا يعبدون ما يعبد، وكرّر هذا مرة ثانية توكيدا له، ثم ختمه بقوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) .