في قوله سبحانه: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (?) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (?) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) مجاز واستعارة، لأن النبي (ص) لا يجوز أن ينتهي عظم ذنبه إلى حال إنقاض الظّهر، وهو صوت تقعقع العظام من ثقل الحمل.
لأن هذا القول لا يكون إلّا كناية عن الذنوب العظيمة، والأفعال القبيحة.
وذلك غير جائز على الأنبياء عليهم السلام، في قول من لا يجيز عليهم الصغائر ولا الكبائر، وفي قول من يجيز عليهم الصغائر دون الكبائر. لأن الله سبحانه قد نزّههم عن موبقات الآثام، ومسحقات الأفعال، إذ كانوا أمناء وحيه، وألسنة أمره ونهيه، وسفراؤه إلى خلقه.
فنقول: إن المراد هاهنا بوضع الوزر ليس على ما يظنه المخالفون من كونه كناية عن الذنب، وإنّما المراد به ما كان يعانيه النبي (ص) من الأمور المستصعبة في أداء الرسالة، وتبليغ النذارة «2» ، وما كان يلاقيه عليه السلام من مضارّ قومه، ويتلقّاه من مرامي أيدي معشره. وكلّ ذلك حرج في صدره، وثقل على ظهره. فقرّره الله سبحانه بأنه أزال عنه تلك المخاوف