إلّا رمادا هامدا دفعت ... عنه الرياح خوالد سحم (?)
أراد: أرى لها دارا ورمادا. وقال بعض أهل العلم إنّ الذين ظلموا هاهنا هم ناس من العرب كانوا يهودا أو نصارى، فكانوا يحتجّون على النبي (ص) ، فأمّا سائر العرب فلم يكن لهم حجّة، وكانت حجّة من يحتجّ منكسرة. إلّا أنّك تقول لمن تنكسر حجته «إنّ لك علي الحجة ولكنّها منكسرة، وإنّك تحتجّ بلا حجّة وحجّتك ضعيفة» .
وقال تعالى وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ [الآية 150] كأنه يقول: «لأنّ لا يكون للناس عليكم حجّة ولأتمّ عليكم» عطف على الكلام الأوّل (?) .
وقوله تعالى كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ [الآية 151] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [الآية 152] أي كما فعلت هذا فاذكروني.
وقال تعالى وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ [الآية 154] على: ولا تقولوا هم أموات. وقال تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً [آل عمران: 169] بالنصب (?) على «تحسب» ، ثمّ قال بَلْ أَحْياءٌ أي: بل هم أحياء.
ولا يكون أن تجعله على الفعل: لأنّه لو قال: «بل احسبوهم أحياء» كان قد أمرهم بالشك.
وقال تعالى فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما [الآية 158] ف «اطّوّف» «يطّوّف» وهي من «تطوّف» . فأدغم التاء في الطاء، فلما سكنت جعل قبلها ألفا حتّى يبتدأ بها. وإنّما قال تعالى فَلا جُناحَ عَلَيْهِ لأنّ ذلك كان مكروها في الجاهليّة، فأخبر سبحانه أنه ليس بمكروه عنده.
وقال تعالى أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [الآية 161] لأنه أضاف اللعنة ثمّ قال خالِدِينَ فِيها [الآية 162] بالنّصب على الحال.